نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ربما تخليهم عنك ليس نذالة, اليوم الأحد 11 مايو 2025 11:12 مساءً
الضعف المعنوي هو نتيجة عدم امتلاك الشخص أسباب القوة المعنوية مثل الجانب الإيماني والمنظور المعمق للحياة وحكمتها، الذي يخبر الإنسان أن ما يمنح حياته قيمة جوهرية هو معايشته للخبرات الصعبة في الحياة وليس تجنبه لها وتهربه منها، وبتهربه من خبرات الحياة الصعبة يبقى بمستوى نضج مراهق طوال حياته، فالإنسان الذي يلازم من هو في شدة ويدعمه في شدته يصبح إنسانا أفضل ويحصل على مكاسب معنوية لا يمكنه الحصول عليها من أي وجه آخر كتكريس فضائله، والنمو والتطور الروحي والأخلاقي، واكتساب حكمة الحياة والخبرة والعمق الجوهري، بالإضافة بالطبع للأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة التي سيرى آثارها الإيجابية وبركتها في حياته، فالجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان وما يخرج منك يرجع إليك.
ولذا نشر هذه الفوائد لمعايشة الخبرات الصعبة والقاسية في الحياة يساعد في جعل الناس يتقبلونها ويقبلون عليها بدل الهرب منها بالتخلي عن أصحاب الشدائد، وقد ورد في السنة النبوية الترغيب في كل أعمال مساندة الآخرين ببيان عظيم ثوابها، وهذا يدلل على أن هناك نزعة لا واعية لدى الناس للتهرب من هذه المسؤوليات الأخلاقية تجاه الآخرين، ولذا ورد الترغيب بها ببيان عظيم ثوابها، وأعظم حديث في هذا دل الناس على أن ما يفعله الإنسان لأجل الآخرين هو كأنه فعله مباشرة لأجل الله "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟! قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي" مسلم. وأيضا ورد في ثواب زيارة المريض أنه يقطف ثمار الجنة طوال فترة زيارته "من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة، قيل يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: جناها" مسلم. "من عاد مريضا نادى مناد من السماء: طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا" ابن ماجة واحمد والترمذي.
لأجل تكريس الإنسان فضائله عبر دعم ومساندة أصحاب الشدائد يجب أن يفعل ذلك ليس لأجل منفعته إنما لأجل منفعة الآخرين، فخدمة ومساعدة الناس أعظم مثوبة من العبادات؛ "أن رجلا جاء إلى النبي فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهرا.. ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام" الطبراني. وقال "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" مسلم.
0 تعليق