نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عشرة أيام
من الحرب!, اليوم السبت 21 يونيو 2025 11:18 مساءً
ما زال القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل مستمرا، وما زال الطرفان يشحنان المنطقة بمزيد من التوتر الذي لا يمكن احتماله ولا احتمال تبعاته، المفارقة في هذه العمليات أنها تحت بند الهجمات الخاطفة ولم تصل إلى مرحلة إعلان الحرب، الذي يبدو أنه سلطة أمريكية خاصة وخالصة!.
الراعي الأمريكي وعلى لسان رئيسه ترامب؛ يرى أن أمامه أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن إيقاف هذه العمليات التي بدأت قبل حوالي العشرة أيام، والعالم على أعصابه جراء الخوف من تبعات هذه الحملات غير المسؤولة، والتي ما زالت تراوح مكانها على مستوى النتائج التي يدعيها كل طرف!
الجانبان يديران العملية وفق قاعدة عض الأصابع؛ من يصرخ أولا. إسرائيل سجلت في بداية حملتها وما زالت تسجل؛ ضربات استباقية وفعالة كبيرة على مستوى القيادات وبعض المواقع العسكرية، على الجانب الآخر يبدو أن إيران بدأت تعود لأجواء حروبها التقليدية، مطلقة موجات متتابعة من صواريخها المختلفة مسجلة حالة من الارتباك غير المسبوق في الداخل الإسرائيلي، الذي ما تعود على هذا النوع من الضربات التي تتسلل وبطريقة فعالة لتتجاوز القبب الحديدية الإسرائيلية والتي يبدو أنها عمليا لا تستطيع التعامل مع هذا المد الهادر من الصواريخ الإيرانية التي أصابت الداخل الإسرائيلي برعب غير مسبوق.
الوقت ليس في صالح إيران التي كانت تعول على وحدة الساحات، واليوم هي الساحة الأخيرة التي تحاول التمسك والتماسك، فهي تخشى من تبعات استمرار هذه الحرب، وخاصة أن الغرب يريد منها التواصل سريعا مع الجانب الأمريكي لمواصلة المفاوضات حول برنامجها النووي، وهذا الأسلوب يجعلها في صورة الضعيف أمام شعبها وحلفائها الأضعف في المنطقة!
منشأة فوردو درة تاج البرنامج النووي الإيراني، يبدو أنها ما زالت بعيدة عن الاستهدافات الإسرائيلية أو فاعلية هذه الاستهدافات، وخاصة أن إسرائيل لا تملك قنبلة (GBU-57) التي تزن 13 طنا والتي تستطيع اختراق عشرات الأمتار من التحصينات قبل أن تنفجر لتحقق أهدافها المرجوة في هذا المفاعل، الذي تقول التقارير إنه مطمور تحت الأرض بين الجبال حماية له وللأهداف التي من أجلها أنشئ.
إيران في مأزق كبير ويبدو أن الغرب وبقيادة أمريكا عازم على تقليص قدراتها النووية والتقليدية في آن واحد، وخاصة بعد كمية الصواريخ الكبيرة التي أطلقتها على إسرائيل، في حين أن إسرائيل ما زالت تستخدم سلاحها الجوي للعبث في الأراضي الإيرانية في ظل انعدام دفاع جوي إيراني فعال يستطيع تحجيم فعل الطائرات الإسرائيلية التي ما زالت تمارس القصف وتحاول ضرب الصواريخ ومنصاتها المختلفة في طول البلاد وعرضها.
أمريكا تنتظر نتائج الضربات الإسرائيلية مع تركها الباب مواربا لإيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، ويبدو أنها سياسة ناجحة حتى الآن، يعزز هذا الاتجاه تصريح وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده للتفاوض حول برنامجها النووي شريطة إيقاف القصف!
الجانبان الروسي والصيني ما زالا يقدمان رجلا ويؤخران أخرى؛ تبعا لتصاعد الأحداث وهدوئها، فالإيرانيون لهم تجارب غير جيدة مع الروس وخاصة في سوريا، فروسيا نفضت يدها من سوريا، وتركت إيران وحيدة تقبل بالواقع الذي استجد وهو خروج بشار من التسلط الإيراني قبل خروجه من السلطة في سوريا، هذه التجربة تجعل الإيرانيين لا يعولون بشكل كبير على الروس ولا على مواقفهم الدعائية هنا أو هناك.
فقدت إيران فاعلية حلفائها في المنطقة، فبعد أن كانت تحارب بالوكالة، أصبحت في وجه المدافع الغربية التي ما عادت تكترث بإيران وصواريخها التي أثبتت التجربة الأخيرة أنها لم تضمن لها الردع الكافي الذي يجعلها في مأمن من الهجومات الإسرائيلية الأخيرة، وهذا يوكد أن ما جرى في المنطقة كانت سيناريوهات أمريكية محكمة الصنع، تفعّلها وقت الحاجة وتوقفها عندما تكون جاهزة لتفعيل سيناريو جديد، يخدم أهدافها كقوة عظمى أولى ووحيدة. والسؤال الأهم: ما هو السيناريو القادم في المنطقة، وهل إيران أوله أو واسطة عقده باتجاه الشرق الأبعد الذي أصبح قريبا؟!.
0 تعليق