نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما لا يقال عن تركي آل الشيخ... من منظور هندسة الإنسان, اليوم الخميس 31 يوليو 2025 01:54 مساءً
معالي المستشار تركي آل الشيخ، بما يصنعه من فعاليات، ومبادرات، ومهرجانات، لا يقدم "ترفيها" بالمعنى السطحي، بل يمارس - من حيث لا يُعلن - فنا راقيا من فنون هندسة الإنسان.
ففي فلسفة الإنسان، هناك لحظات عابرة تعيد تشكيل الداخل دون وعظ، دون تنظير، ودون مواجهة مباشرة.
في ضحكة طفل في بوليفارد صغير، في دهشة وجه أمام عرض مسرحي، في تصفيق الجمهور لأداء موسيقي نادر... شيء ما يحدث داخل النفس:
تتشكل ذاكرة جديدة.
ينبعث حلم قديم.
ينكسر حزن خفي.
ويُبنى الإنسان من جديد.
المشهد الترفيهي السعودي اليوم - وهو ما تبرزه شخصية تركي آل الشيخ - لا يقوم فقط على التنظيم، بل على بناء شعور جماعي بالفرح والانتماء والانفتاح الآمن على الحياة.
وهذا يتقاطع عميقا مع ما أسميه في مشروعي الفكري: هندسة الإنسان.
ذلك المشروع الذي يرى أن الإنسان لا يبنى فقط بالتعليم والخطاب، بل بالتجربة وبالفرح، وباللحظة التي تضعه وجها لوجه أمام ذاته.
في كتابي "ما وراء الضجيج" (تحت الإعداد)، طرحت سؤالا وجوديا:
هل الضجيج دائما مزعج؟ أم أن خلف بعضه... معنى نائما؟
ووجدت أن بعض الصخب - إذا أُحسن توجيهه - يصبح أداة للوعي.
ليس الضجيج هو العدو، بل الفراغ الذي يليه.
تركي آل الشيخ لا يملأ الفراغ... بل يمنع تكونه.
يقدم للناس تجربة تشبههم، تخرجهم من تعبهم اليومي، وتمنحهم شيئا من الحلم، والجمال، والانبهار الذي فقدوه في زحمة الواقع.
ومن هنا... فإن ما يفعله اليوم، لا يقاس بعدد الحضور أو تذاكر البيع، بل يقاس بشيء أدق وأعظم:
ما الذي تغير في داخل الإنسان بعد خروجه من هذه التجربة؟
ما لا يقال عن تركي آل الشيخ...
إنه لا يصنع الفعاليات، بل يوقظ الإنسان، بلغة يعرفها الجميع:
لغة الفرح.
لغة الحياة.
لغة لا تُكتَب... لكنها تُغيّر.
0 تعليق