أغلقت الفلبين المدارس وألغت عشرات الرحلات الجوية بسبب الإعصار «كو-ماي» المصحوب بأمطار غزيرة، والذي يضرب جزيرة لوزون، فيما وصف الرئيس ماركوس الوضع بأنه «الطبيعي الجديد» نتيجة التغير المناخي، بينما أسفر حريق غابات قرب ليماسول في قبرص عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 18 آخرين، بينهم حالتان خطيرتان.
وتحوّلت العاصفة المدارية في الفلبين إلى إعصار خلال ساعات الليل، بعد أيام من الهطول الغزير الذي أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل وفقدان 11 آخرين منذ 18 تموز/يوليو، وفقاً لما أفادت به الوكالة الوطنية للكوارث في الفلبين.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية، أن يضرب الإعصار اليابسة صباح اليوم الجمعة على الساحل الغربي لمقاطعة لا يونيون أو إيلوكوس سور، مصحوباً برياح تصل سرعتها إلى 120 كيلومتراً في الساعة، ما يفاقم المخاوف في المناطق المنكوبة أصلاً بالفيضانات.
وفي إحاطة حكومية متلفزة، قال الرئيس فرديناند ماركوس: «ما نراه الآن لم يعد استثنائياً.. هذا هو الواقع الجديد الذي سنعيشه مهما فعلنا»، مؤكداً الحاجة إلى خطة طويلة الأمد للتكيّف مع الكوارث المناخية المتكررة. ولفت إلى تغيّر أنماط الأمطار بسبب الاحترار العالمي، مستشهداً بفيضانات ولاية تكساس الأمريكية، وداعياً إلى تقبّل هذه التغيرات باعتبارها واقعاً يمتد «لعقود مقبلة».
وبسبب سوء الأحوال الجوية، ألغيت نحو 70 رحلة داخلية ودولية، وعلّقت الصفوف الدراسية في أنحاء لوزون حتى الجمعة. وكانت السلطات قد أجلت عشرات الآلاف في وقت سابق من الأسبوع من مناطق مهددة بالفيضانات في العاصمة مانيلا والمقاطعات المجاورة، فيما لا يزال آلاف الأشخاص غير قادرين على العودة إلى منازلهم، وسط تحذيرات من تجدد الفيضانات والانهيارات. وتشهد الفلبين، نحو 20 إعصاراً سنوياً، غير أن المسؤولين يؤكدون أن وتيرة وحدة الكوارث تفاقمت بسبب تغيّر المناخ.
وفي سياق متصل، قُتل شخصان وأصيب أكثر من 18 آخرين، بينهم حالتان حرجتان، جراء حريق غابات ضخم اندلع قرب مدينة ليماسول جنوب قبرص، بفعل موجة حر شديدة وريح قوية.
وأوضحت الشرطة أن جثتين متفحمتين عُثر عليهما داخل سيارة حوصرت بالنيران، حيث أتى الحريق على نحو 100 كيلومتر مربع من الأراضي وأعرب المتحدث باسم الحكومة، عن «حزن الدولة العميق» لفقدان المواطنين، واصفاً الوضع بأنه «غير مسبوق»، وأُعلنت إجراءات إغاثية عاجلة لدعم المتضررين، بعد إخلاء عدد من القرى واضطرار 100 شخص للمبيت في مساكن مؤقتة.
0 تعليق