زخم متصاعد لإغاثة غزة.. وواشنطن ولندن تقران بمجاعة كارثية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قتل الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، عشرات الفلسطينيين في غارات وعمليات عسكرية في قطاع غزة. وبالتزامن مع تواصل دخول المساعدات، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن فتح جميع المعابر وإغراق غزة بالمساعدة هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من تعميق المجاعة بين سكان القطاع. ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نداء عاجلاً لبذل أقصى الجهود لوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين. وفيما أقرت واشنطن ولندن بوجود مجاعة كارثية، أعلنت إسبانيا أنها تعتزم إلقاء 12 طناً من المساعدات الغذائية جواً فوق غزة، بينما أعلنت ألمانيا أنها ستقيم «جسراً جوياً» إنسانياً إلى القطاع المنكوب.

وارتفعت حصيلة ضحايا التجويع في غزة إلى 147 قتيلاً بينهم 88 طفلاً بعد تسجيل 14 حالة وفاة جديدة بين يومي الأحد والاثنين، نتيجة تفاقم المجاعة وسوء التغذية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر، بينما قتل 100 شخص على الأقل وأصيب 382 آخرين جراء الغارات والعمليات الإسرائيلية.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، نداء عاجلاً إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والدول العربية لحثهم على بذل أقصى الجهود لوقف الحرب على قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء معاناة المدنيين. ودعا السيسي في كلمة متلفزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً إلى التدخل العاجل وقال: «أقدّر الرئيس ترامب شخصياً، وهو قادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، لقد حان الوقت لتحقيق ذلك.

وأكد حرص مصر الكامل على دعم الشعب الفلسطيني، وإدخال أكبر قدر من المساعدات، والعمل على وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، في إطار تحرك مشترك مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر عام 2023.

وشدد على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير، رافضاً أي محاولات للتهجير، وأكد أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري، وأن حجم المساعدات الجاهزة للدخول إلى غزة كبير، لكن مرورها يتطلب تنسيقاً مع الطرف الفلسطيني داخل القطاع.

ودعا الرئيس المصري المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والدول العربية، إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والسياسية خلال هذه المرحلة الدقيقة، والعمل فوراً على إنهاء الحرب، وفتح ممرات إنسانية آمنة للمساعدات الغذائية والطبية.

وأكد في ختام كلمته أن مصر لن تنحاز إلا للحق والعدالة، وأنها ستواصل دورها الشريف والأمين تجاه الأشقاء الفلسطينيين، بكل التزام ووضوح.

وبموازاة ذلك، أطلق قادة دول غربية تصريحات تحث على ضرورة إدخال مساعدات ووقف إطلاق النار. وقال الرئيس الأمريكي إن الوضع في غزة مروع، و«نريد أن نطعم الأطفال» في غزة، وأشار، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في تيرنبيري في إسكتلندا، إلى أن واشنطن ستنشئ «مراكز لتوزيع المواد الغذائية» في غزة للمساعدة على تجنيب القطاع أزمة جوع متفاقمة، معرباً عن أمله أن تصل المساعدات الغذائية إلى من يحتاج إليها في القطاع، الذي وصفه بأنه مكان شديد الاضطراب، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي «منخرط جداً في الرغبة بمساعدة الشعب الفلسطيني على الحصول على الغذاء.

وأعرب ترامب عن استعداد بلاده ورغبتها في دعم الجهود الإنسانية في غزة. وأضاف أنه بصدد إجراء محادثات مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لكنه يقر بأن الوضع «صعب للغاية»، مؤكداً أن إسرائيل قادرة على فعل الكثير بشأن إيصال الطعام إلى غزة، بينما قال ستارمر إن حركة «حماس» لا يمكن أن تؤدي أي دور في حكم الأراضي الفلسطينية مستقبلاً، وأكد الحاجة إلى حشد دول أخرى من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع.

وقال ستارمر: «يجب حشد المزيد من الدول لإدخال المساعدات، وذلك يشمل فرض ضغط على إسرائيل، لأن هناك كارثة إنسانية تحدث الآن في غزة».

وفي سياق متصل، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أمس الاثنين، أن بلاده ستقيم مع الأردن «جسراً جوياً للمساعدات الإنسانية» مع قطاع غزة، بهدف مساعدة سكانه الذين يواجهون «مستويات مقلقة» من سوء التغذية بحسب الأمم المتحدة. وقال ميريتس، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن «وزير الدفاع بوريس بيستوريوس سيعمل بتنسيق وثيق مع فرنسا وبريطانيا المستعدتين أيضاً لإقامة جسر جوي مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية».

بدورها، أعلنت إسبانيا أنها تعتزم إلقاء 12 طناً من المساعدات الغذائية جواً فوق غزة هذا الأسبوع. وأوضح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي ينتقد بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية، خلال مؤتمر صحفي أن عمليات إلقاء المساعدات ستتم، الجمعة، انطلاقاً من الأردن بواسطة طائرات تابعة لسلاح الجو الإسباني. وقال: «المجاعة في غزة عار على البشرية أجمع، ووقفها هو بالتالي واجب أخلاقي». 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق