في ظل تزايد التحذيرات الطبية من مخاطر الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) على حديثي الولادة، خاصة خلال الأشهر الأولى من العمر، يؤكد خبراء في طب النساء والتوليد وطب الأطفال أن تطعيم الأم أثناء الحمل يمثل نقلة نوعية في استراتيجيات الوقاية، وخط دفاع متقدم لحماية الرضع في أخطر مراحل حياتهم.
أكد الدكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد ومؤسس وحدة طب الجنين بجامعة القاهرة، أن العالم يشهد تحولًا جوهريًا في فلسفة التطعيمات، حيث لم تعد تقتصر على حماية الفرد فقط، بل تمتد لحماية الجنين قبل ولادته.
وأوضح أن تطعيم الحامل ضد الفيروس التنفسي المخلوي في الشهرين السابع أو الثامن من الحمل يتيح انتقال الأجسام المضادة عبر المشيمة، ما يمنح الرضيع مناعة فعالة خلال الشهور الأولى بعد الولادة، وهي الفترة الأكثر خطورة للإصابة بمضاعفات الفيروس.
وأشار إلى أن RSV يُعد من أكثر أسباب دخول الرضع إلى الحضّانات والعنايات المركزة خلال فصل الشتاء، لافتًا إلى أن الضغط على المنظومة الصحية لا يرتبط فقط بحالات الولادة المبكرة، بل بشكل كبير بعدوى هذا الفيروس واسع الانتشار.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد البلدي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، أن الفيروس التنفسي المخلوي معروف منذ سنوات، إلا أن خطورته تكمن في شدّة تأثيره على الرضع، حيث يتسبب في التهابات حادة بالجهاز التنفسي قد تشبه نوبات الربو المصحوبة بصعوبة شديدة في التنفس.
وأضاف أن التقديرات العالمية تشير إلى إصابة عشرات الملايين من الأطفال سنويًا بالفيروس، مع دخول الملايين إلى المستشفيات، وتسجيل أعداد كبيرة من الوفيات، تتركز غالبيتها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بسبب محدودية الإمكانات وسرعة الحصول على الرعاية الطبية.
وأكد أن التحدي الحقيقي لا يقتصر على نقص الأطباء، بل يرتبط بتكامل المنظومة الصحية وجودة التدريب، ما يستدعي التركيز على الطب الوقائي والتطعيمات المبنية على الأدلة العلمية.
بدورها، شددت الدكتورة هيام نظيف، ممثلة المجلس القومي للأمومة والطفولة، على أن الاستثمار في صحة الأم أثناء الحمل هو استثمار مباشر في صحة الطفل ومستقبله، مؤكدة أن التطعيمات تُعد ركيزة أساسية من ركائز الوقاية.
وأشارت إلى أن المجلس ينفذ برامج ومبادرات توعوية على مستوى الجمهورية، إلى جانب منصات رقمية تقدم محتوى صحيًا مبسطًا للأسر، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز الوعي بأهمية الوق


















0 تعليق