شدّد الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة على أهمية دور الإعلام والفن والدراما في توعية المجتمع ونشر القيم الإيجابية، مؤكدًا أن الإعلام والدراما ليسا مجرد وسائل للترفيه بل أدوات مؤثرة في تشكيل الذوق العام وبناء الوعي، وأن هناك حاجة لإعادة مراجعة كيفية تقديم المحتوى الفني بما يخدم القيم والأهداف الوطنية دون تقييد حرية الإبداع، بل بتنظيم وصياغة تتوافق مع تطلعات المجتمع المصري.
نشر الوعي على الشاشات في 2025
شهدت الدراما المصرية هذا العام تحوّلًا نوعيًا، خاصة بعد توجيهات الرئيس السيسي التي يرصدها موقع تحيا مصر حيث اتجه صناعها إلى مناقشة القضايا الإنسانية والاجتماعية الشائكة دون وعظ مباشر أو خطاب تقريري، مع الحفاظ على البعد الدرامي الجاذب، وفي مقدمة هذه الأعمال، يبرز مسلسل لام شمسية الذي فتح واحدًا من أخطر الملفات، وهو قضية التحرش بالأطفال، العمل قدّم القضية بجرأة محسوبة، مركزًا على الأبعاد النفسية للضحايا، وخطورة الصمت المجتمعي، ودور الأسرة والمؤسسات التعليمية في الحماية، ليؤكد أن المواجهة تبدأ بالوعي.
وفي إطار دعم حقوق المرأة، جاء مسلسل «حسبة عمري» ليفتح ملف الكدّ والسعاية، مسلطًا الضوء على معاناة نساء أفنين أعمارهن في دعم أسرهن، ثم وجدن أنفسهن بلا حقوق، المسلسل أعاد طرح سؤال العدالة داخل الأسرة، ونجح في إثارة نقاش مجتمعي واسع حول حق المرأة في ثمار الشراكة الحياتية، دون انحياز أو مبالغة.
السوشيال ميديا والعادات الريفية الخاطئة في دراما 2025
أما مسلسل ظلم المصطبة فاتجه إلى قلب الريف المصري، كاشفًا العادات والتقاليد الخاطئة التي تُمارس باسم العرف وكلام الناس، وتتحول في كثير من الأحيان إلى أدوات قهر وظلم، العمل قدّم صورة واقعية صادمة، مؤكدًا أن التقاليد حين تتعارض مع الإنسانية يجب إعادة النظر فيها.
وفي مواكبة واضحة لعصر التكنولوجيا، ناقش مسلسل أثينا مخاطر السوشيال ميديا من ابتزاز إلكتروني، وتزييف للوعي، وتأثيرات نفسية خطيرة على الشباب. العمل استخدم لغة عصرية قريبة من الأجيال الجديدة، محذرًا من أن الخطر لم يعد في الواقع فقط، بل في العالم الافتراضي أيضًا.
الطلاق والأيتام على طاولة دراما رمضان 2025
وعلى مستوى الأسرة، قدّم مسلسل قلبي ومفتاحه معالجة إنسانية لقضايا الطلاق، متناولًا آثاره النفسية والاجتماعية على الأزواج والأبناء، بعيدًا عن الاتهام المباشر أو التنميط، ليؤكد أن الانفصال قرار معقّد لا يخلو من تبعات.
كما سلط مسلسل ولاد الشمس الضوء على قضايا الأيتام، كاشفًا التحديات التي يواجهونها داخل بعض دور الرعاية، وأهمية الدعم النفسي والاحتواء المجتمعي، مقدمًا الأيتام كأصحاب طموح وقدرة على تجاوز الظروف الصعبة إذا توفرت لهم الفرصة.
توجيهات الرئيس السيسي في ملف الدراما
وجاء مسلسل كارثة طبيعية ليطرح قضية تنظيم الأسرة في إطار كوميدي ذكي، نجح في كسر الحواجز النفسية المرتبطة بالموضوع، ومرّر رسائل مهمة حول الزيادة السكانية وتأثيرها على جودة الحياة، مؤكدًا أن التوعية يمكن أن تصل بسلاسة حين تُقدَّم بروح خفيفة وذكية.
في النهاية، تعكس دراما 2025 بوضوح كيف تحققت رؤية الرئيس السيسي في تقديم فن واعٍ ومسؤول، دراما تفتح الملفات الشائكة، وتدعو للنقاش، وتضع المشاهد أمام قضايا حقيقية تمس حياته اليومية، لتصبح الدراما شريكًا أساسيًا في بناء وعي المجتمع، لا مجرد وسيلة للترفيه.
0 تعليق