في خطوة أثارت اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعربية، أصدرت محكمة صلح جزاء غرب عمان في المملكة الأردنية قراراً قضائياً استثنائياً يقضي بتطبيق عقوبة بديلة على اثنين من مرضى السرطان، تضمنت إلزامهما بحفظ سور من القرآن الكريم، وذلك ضمن سعي القضاء الأردني لتبني حلول مجتمعية تأهيلية تراعي الظروف الصحية للأفراد المحكوم عليهم.
تفاصيل القضايا والأحكام
وتعود تفاصيل القضية إلى تعرض المريض الأول للتهمة الموجهة له بمقاومة رجال الأمن، بينما كان المريض الثاني مرتبطاً بحادث سير، حيث تم إحالة كل منهما إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة جبل الحسين، بهدف تنفيذ العقوبة البديلة التي أقرها القاضي.
ووفقاً للقرار القضائي، فقد ألزم القاضي كل من المتهمين بحفظ سور قرآنية خلال مدة زمنية محددة بلغت 48 ساعة، بواقع خمس ساعات يومياً، ما يعكس اهتمام القضاء الأردني بدمج البعد الإنساني والصحي مع تحقيق العدالة وتطبيق العقوبة بطريقة تراعي ظروف المحكوم عليهم الصحية.
برامج تأهيلية تراعي الظروف الصحية
ولم يقتصر القرار على مجرد حفظ القرآن الكريم، بل شمل إدخال المرضى ضمن برنامج تأهيلي يراعي حالتهم الصحية ويهدف إلى دمجهم في بيئة تأهيلية تساعد على تحسين سلوكياتهم وتعزيز إدراكهم المجتمعي، بما يتناسب مع طبيعة المرض التي يعانيان منها، وهو ما يؤكد أن النظام القضائي الأردني لا يقتصر على العقوبات التقليدية، بل يسعى إلى إيجاد بدائل أكثر إنسانية وفاعلية.
العقوبات البديلة والعدالة المجتمعية
ويأتي هذا القرار ضمن توجه أوسع اتخذته محكمة صلح جزاء غرب عمان، إذ أشارت التقارير إلى أن المحكمة طبقت أكثر من 300 عقوبة بديلة منذ بداية العام الحالي، شملت برامج مجتمعية متنوعة تراعي الحالات الخاصة للمحكوم عليهم وتساهم في تحقيق العدالة المجتمعية من خلال أساليب إصلاحية تهدف إلى تصحيح السلوكيات دون الإضرار بالصحة الجسدية أو النفسية للمتهمين.
رؤية متقدمة للقضاء الأردني
يعكس هذا القرار القضائي رؤية متقدمة للقضاء الأردني، تجمع بين تطبيق القانون، مراعاة الظروف الصحية للمحكوم عليهم، وتوظيف الثقافة الدينية في خدمة برامج التأهيل الاجتماعي، ما يمثل نموذجاً يحتذى به في دمج العقوبات التأهيلية مع البعد الإنساني والديني في آن واحد.
















0 تعليق