لم تكن كؤوس كأس الأمم الإفريقية مجرد جوائز تُرفع في لحظة تتويج، بل تحولت عبر العقود إلى رموز خالدة تحكي تاريخ البطولة الأكبر في القارة السمراء، وتعكس تطور كرة القدم الإفريقية من البدايات المتواضعة إلى العالمية، فمن الفضة الخالصة في النسخة الأولى، مرورًا بكأس الوحدة الإفريقية، وصولًا إلى الكأس الذهبية الحالية، لكل كأس قصة تحمل في تفاصيلها أسماءً وأحداثًا صنعت ذاكرة البطولة، ويستعرض موقع تحيا مصر التفاصيل.
الكأس الأولى.. الفضة وبداية الحلم الإفريقي
صُنعت الكأس الأصلية الأولى من الفضة، وحمل تصميمها توقيع المصري عبد العزيز عبد الله سالم، أول رئيس للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي تولى رئاسة الكاف خلال الفترة من 1957 إلى 1958، وكان أحد أبرز الشخصيات المؤسسة لكرة القدم الإفريقية وسُميت الكأس باسمه تقديرًا لدوره التاريخي، وجاء تصميمها قريبًا في الشكل من كأس الاتحاد الإنجليزي.
وكان منتخب مصر أول من رفع هذه الكأس في نسخة 1957، ثم دافع عنها بنجاح في نسخة 1959 عندما شارك باسم الجمهورية العربية المتحدة. ومع مرور السنوات، أصبحت غانا أول منتخب يحتفظ بالكأس بشكل دائم، بعد فوزها بها ثلاث مرات أعوام 1963 و1965 و1978.
كما رفعت هذه الكأس منتخبات أخرى بارزة مثل إثيوبيا، السودان، الكونغو، زائير والمغرب، لتظل رمزًا لبدايات المجد الإفريقي.

كأس الوحدة الإفريقية.. رمز القارة
في عام 1980، دخلت البطولة مرحلة جديدة مع تقديم الكأس الثانية، التي عُرفت باسم «كأس الوحدة الإفريقية» وقدّمها المجلس الأعلى للرياضة في إفريقيا إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قبل انطلاق بطولة 1980، وجاء تصميمها على شكل أسطوانة تحمل الحلقات الأولمبية مرسومة على خريطة القارة الإفريقية، في دلالة واضحة على الوحدة والتكامل بين شعوب إفريقيا.
وشهدت نسخة عام 2000 صراعًا خاصًا على هذه الكأس، حيث كانت ثلاث دول هي مصر والكاميرون ونيجيريا قد رفعتها مرتين من قبل، ووصلت نيجيريا والكاميرون إلى المباراة النهائية، وكان الفوز في هذه المواجهة يعني الاحتفاظ بالكأس بشكل دائم، ما منح النهائي طابعًا تاريخيًا استثنائيًا.
الكأس الذهبية.. عصر جديد للبطولة
في عام 2001، كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن الكأس الثالثة والحالية، وهي كأس مطلية بالذهب، جرى تصميمها وصنعها في إيطاليا، لتعكس المكانة المتنامية للبطولة على الساحة العالمية.
ورغم أن الكاميرون كانت آخر من احتفظ بالكأس السابقة، فإن منتخب مصر كان أول من تُوج بالكأس الجديدة، بعدما فاز بلقب نسخة 2002 وواصل الفراعنة كتابة التاريخ بتحقيق اللقب ثلاث مرات متتالية، ليصبحوا أول منتخب يحقق هذا الإنجاز بالكأس الجديدة، غير أنهم لم يحتفظوا بالكأس الأصلية، بل حصلوا على نسخة مطابقة للاحتفاظ بها، وفق لوائح الاتحاد الإفريقي.
وبحسب النظام المعمول به، يحصل الفائزون بالبطولة للمرة الأولى أو الثانية على نسخة طبق الأصل أصغر حجمًا من الكأس، توضع في خزائن الجوائز الخاصة بالمنتخبات، بينما تبقى الكأس الأصلية ملكًا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم.













0 تعليق