أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن تداعيات الحرب على قطاع غزة ألقت بظلالها الثقيلة على حركة الملاحة العالمية، متسببة في خسائر مباشرة لقناة السويس تُقدَّر بنحو 12 مليار دولار، نتيجة تراجع أعداد السفن العابرة وتحول عدد من الخطوط الملاحية إلى مسارات بديلة هربًا من المخاطر الأمنية في المنطقة، وهو ما انعكس بشكل واضح على إيرادات القناة خلال الفترة الماضية.
إيرادات 2023 رغم التحديات
وأوضح رئيس هيئة قناة السويس، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة صدى البلد، أن القناة حققت خلال عام 2023 حصيلة بلغت 10 مليارات و200 مليون دولار، وهو رقم يعكس قدرة المجرى الملاحي العالمي على الصمود في وجه الأزمات، رغم التحديات الجيوسياسية المعقدة التي يشهدها العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
مرحلة جديدة وعودة تدريجية للسفن العملاقة
وأشار الفريق أسامة ربيع إلى أن الهيئة بدأت بالفعل مرحلة جديدة من التعافي، مع عودة عدد من سفن الحاويات التابعة للخطوط الملاحية الكبرى للعبور مرة أخرى من قناة السويس، لافتًا إلى أن هذه الخطوة جاءت عقب الإعلان عن العودة الكاملة لسفن المجموعة الفرنسية، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على استعادة الثقة في القناة كممر آمن واستراتيجي لحركة التجارة العالمية.
مواصفات السفن العائدة تؤكد الثقة الدولية
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس أن إحدى سفن الحاويات العملاقة التي عبرت القناة مؤخرًا يبلغ طولها 318 مترًا، وعرضها 40 مترًا، وبغاطس يصل إلى 14 مترًا، بينما تبلغ حمولتها الكلية نحو 82 ألف طن، وهو ما يؤكد الجاهزية الفنية العالية للقناة وقدرتها على استقبال أحدث وأضخم السفن في العالم دون معوقات.
قناة السويس.. شريان التجارة العالمية رغم الأزمات
وشدد الفريق أسامة ربيع على أن قناة السويس ستظل أحد أهم شرايين التجارة الدولية، بفضل خطط التطوير المستمرة، وتحسين الخدمات الملاحية، والتعامل المرن مع المتغيرات العالمية، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسنًا تدريجيًا في معدلات العبور مع استقرار الأوضاع الإقليمية وعودة الثقة الكاملة لدى الخطوط الملاحية الكبرى.
0 تعليق