لا خلاف على أن اللقاء الذي جمع اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بنخبة من الإعلاميين والصحفيين بالمحافظة، يمثل خطوة إيجابية تعكس إيمان القيادة التنفيذية بدور الإعلام كشريك أساسي في التنمية ومرآة حقيقية لنبض الشارع. فالحوار المفتوح مع وسائل الإعلام يُعد أحد أهم أدوات بناء الثقة، وتصحيح المسار، ودعم القرار الرشيد.
غير أن هذا المشهد الإيجابي يفتح الباب أمام تساؤل مشروع يفرض نفسه بكل هدوء ومسؤولية:
لماذا لم تتم دعوة مراسلي الصحف المصرية القومية والخاصة الخاضعة لإشراف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟
هؤلاء المراسلون لا يمكن النظر إليهم باعتبارهم مجرد ناقلي خبر، بل هم عمود فقري في صناعة الوعي العام، وشركاء حقيقيون في تشكيل الرأي العام، ولهم دور بارز في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أنهم يمثلون حلقة الوصل بين الشارع ومؤسسات الدولة، وينقلون المعلومة بمهنية ووفق أطر قانونية وتنظيمية واضحة.
الأمر الأكثر أهمية أن قطاعًا كبيرًا من هؤلاء المراسلين ينتمي إلى جيل الشباب، جيل يمتلك فكرًا متطورًا، وأدوات حديثة، وقدرة على الوصول إلى قطاعات واسعة من المجتمع، وهو الجيل الذي يعتمد عليه المستقبل الإعلامي للدولة المصرية في مواجهة الشائعات، وبناء خطاب وطني واعٍ، وداعم لمسيرة التنمية.
إن شمولية الحوار الإعلامي لا تكتمل إلا بتنوع أطرافه، وتعدد زوايا الرؤية داخله. فالإعلام في مجمله منظومة واحدة، وأي لقاء يستهدف تعزيز الشراكة لا بد أن يفتح أبوابه أمام جميع مكوناتها، دون إقصاء أو غياب غير مبرر.
هذا الطرح لا ينتقص من قيمة اللقاء، ولا من القائمين عليه، بقدر ما هو دعوة صادقة لمزيد من الاتساع والانفتاح في اللقاءات المقبلة، بما يعزز مبدأ الشراكة، ويؤكد أن الدولة تستمع إلى كل الأصوات المهنية الجادة، وتؤمن بدور الإعلام بكافة أطيافه.
فالإعلام القوي لا يُبنى بالاختيار، بل بالاحتواء… ولا يزدهر إلا عندما يشعر كل أبنائه بأنهم جزء من المشهد وصناعة القرار

















0 تعليق