تحويل منصّات النفط القديمة إلى مواطن للكائنات البحرية

الشرق السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

34

مشروع يقوده مركز «إرثنا» بمؤسسة قطر..
31 ديسمبر 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ الدوحة - الشرق

- تعزيز التنوع البيولوجي ودعم مشاريع الاقتصاد الأزرق

أطلق مشروع «المنصّات إلى الشعاب» التابع لـ«إرثنا» مبادرة بيئية مبتكرة تهدف إلى تحويل منصّات النفط البحرية المتقادمة في الخليج العربي إلى موائل دائمة للكائنات البحرية، بعدما كشفت الدراسات الحديثة أن هذه المنصّات أصبحت تحتضن واحدًا من أغنى أشكال التنوع البيولوجي البحري في المنطقة.

وأوضح الدكتور رضوان بن حمادو، مدير الأبحاث وتطوير السياسات في «إرثنا» وقائد المبادرة، أن الأبحاث التي أُجريت خلال العقد الماضي أثبتت أن الأرجل الفولاذية لمنصات النفط تحولت إلى بيئات بحرية نابضة بالحياة، تضم تنوعًا كبيرًا من الأسماك، والإسفنج، والمرجان الناعم، متجاوزة في بعض الأحيان مواقع طبيعية معروفة بغناها البيولوجي. وقال: «قد يبدو الأمر غير متوقع، لكن بعض أكثر المناطق ثراءً بالحياة البحرية في الخليج العربي توجد حول هذه المنصّات، التي باتت تجذب عددًا هائلًا من الكائنات، وتشكل نظامًا بيئيًا متكاملًا حولها».

b77bcbe6e4.jpg

وتبرز المبادرة نموذجًا جديدًا لإعادة توظيف البنية التحتية الصناعية بطريقة صديقة للبيئة، بما يسهم في خلق مواطن طبيعية جديدة للكائنات البحرية وتعزيز استدامة النظم البيئية الساحلية، فضلًا عن دعم مشاريع الاقتصاد الأزرق القائمة على البحث العلمي والحفاظ على الطبيعة، في انسجام مع رؤية مؤسسة قطر لتحقيق تنمية مستدامة قائمة على المعرفة. وأشار الدكتور بن حمادو إلى أن منصّات النفط لطالما اعتُبرت مصدرًا للتلوث وتتم إزالتها بالكامل بعد انتهاء عمرها التشغيلي، وهي عملية مكلفة ماليًا وبيئيًا، في حين تمثل إعادة توظيفها فرصة بيئية واقتصادية واعدة. ومع وجود أكثر من 800 منصة نفط بحرية في الخليج العربي، يفتح المشروع آفاقًا واسعة للاستفادة من هذه البنى الصناعية وتحويلها إلى شعاب صناعية تدعم التنوع البيولوجي وتحمي الحياة البحرية.

يمكن لعمليات إيقاف التشغيل، مثل قطع المنصة بأدوات ثقيلة ورفعها من البحر، وفي بعض السياقات، استخدام المتفجرات والآلات الضخمة، ما قد يسبب اضطرابًا لقاع البحر والمواطن المحيطة به، مما يُحرّك الرواسب ويجعل الماء عكرًا، وقد يُطلق مواد ملوثة كانت محتجزة ويزيد الانبعاثات.

وأوضح قائلاً: قد تتطلب الإزالة الكاملة للمنصات عمليات قطع ورفع شاقة، وفي بعض الحالات، استخدام المتفجرات، مما قد يُلحق ضررًا بقاع البحر ويزيد من انبعاثات الغازات الضارّة، وبهذا نفقد الموطن البحري الذي تكوّن، ونزيد من التلوث. لذا، كان السؤال الذي طرحناه: هل هناك طريقة أفضل للتعامل مع هذه المنصات المتقادمة.

e81f10d22a.jpg

وتابع: للعثور على حل، يقوم فريقنا بدراسة كل حالة على حدة، والنظر إلى الفوائد التي تقدمها للنُظم البيئية، مثل كونها مكان لتكاثر الأسماك، وجذب السياحة البيئية، وتخزين الكربون، كما نقوم بالموازنة بين المخاطر والفوائد في جميع الخيارات. وقد وجدنا، في كل الحالات تقريبًا، أن فوائد الاحتفاظ بالمنصة، بأكملها أو جزء منها، تفوق المخاطر بشكل كبير، شريطة اتباع قواعد السلامة البيئية. وأضاف: في قطر، كانت ممارسات إخراج المنصات من الخدمة تميل تقليديًا إلى الإزالة الكاملة؛ ويستكشف المشروع ما هي الشروط السياسية والتقنية اللازمة لاعتماد خيارات بديلة قائمة على العلم، بحيث تتيح حلولًا أكثر توازنًا بين البيئة والصناعة». 

وعلى الصعيد العالمي، تشمل ممارسات «المنصات إلى الشعاب» نماذج متعددة، من بينها إزالة الجزء العلوي من المنصّة مع الإبقاء على الجزء السفلي كموائل، أو إمالة هيكل المنصة ووضعه أفقيًا على قاع البحر، أو نقله وإعادة تثبيته في موقع آخر ليعمل كشعاب صناعية.

وقد انطلقت الأبحاث المرتبطة بالمشروع في قطر عام 2015، بدعم من شركاء وطنيين ودوليين، من بينهم جامعة قطر، جامعة ولاية كاليفورنيا في لونغ بيتش، وجامعة كوبنهاغن، وبتمويل من جهات وطنية وشراكات صناعية، بما في ذلك توتال إنرجيز. ومع تركيز قطر على مستقبل بنيتها التحتية البحرية، يقدّم مشروع «المنصات إلى الشعاب» نموذجًا عمليًا يوازن بين متطلبات الصناعة وحماية البيئة ودعم الاقتصاد. فمن خلال تحويل المنصّات المتقادمة إلى موائل بحرية دائمة، لا يساهم المشروع في الحفاظ على التنوع البيولوجي فحسب، بل يفتح آفاقًا جديدة لصيد الأسماك، والسياحة البيئية، وتخزين الكربون.

وبصفتها شريكًا صناعيًا، دعمت شركة توتال إنرجيز للاستكشاف والإنتاج في قطر المشروع من خلال إتاحة الوصول الميداني، وتقديم الدعم الفني، والبحثي، والمادي. ويقول يوسف الجابر، نائب الرئيس لشؤون الابتكار وإدارة التغيير في توتال إنرجيز للاستكشاف والإنتاج في قطر:»يُبيّن هذا المشروع كيف يمكن للبحث التطبيقي والابتكار أن يدعما الأهداف البيئية في بيئات بحرية معقدة. ونحن في» توتال إنرجيز» نفتخر بتسخير قدراتنا البحثية لدعم هذا المشروع التجريبي، بالتعاون مع مؤسسة قطر وجامعة قطر، بهدف استكشاف مسارات جديدة لتعزيز التنوع البيولوجي البحري».

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق