شريف عارف يكتب: صدمة «مرتدة»

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شريف عارف يكتب: صدمة «مرتدة», اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 05:40 صباحاً

فى الساعات الأولى لطوفان العبور فى أكتوبر عام 1973، أصيبت إسرائيل بصدمة عنيفة بكل المقاييس. «صدمة مرتدة» هزّت دولة الكيان، بعد سنوات من الغرور والتباهى فى أعقاب هزيمة 1967 وتحقيق نصر زائف بلا حرب!

مصر أسقطت نظرية الحدود الإسرائيلية الآمنة فى أكتوبر 73.. ووضعت قادتها فى «حالة ذُعر» بعد سنوات من الغرور والتباهى

عقب وقف إطلاق النار على الجبهتين المصرية والسورية من ناحية والإسرائيلية من ناحية أخرى فى الجولة الرابعة للمواجهات، كتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقالاً افتتاحياً على صدر صفحتها الأولى فى يوم 12نوفمبر عام 1973 قالت فيه: لقد أوجدت حرب يوم الغفران مفهوماً جديداً، يبدو أننا لم نعرفه من قبل.. «منهكو حرب» نعنى أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية فى جبهات القتال، والمنتشرين الآن فى المستشفيات ودور النقاهة، ليعالجوا من أجل تخليصهم من الآثار التى خلفتها «صدمة الحرب الضارية».. لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال حرب أكتوبر -ولأول مرة فى حياتهم- تجربة العزلة أثناء القتال وأهوال الحصار، وعار الأسر.. والخوف من نفاد الذخيرة!

لكن كيف يمكن أن تتحقّق هذه «الصدمة المرتدة» بهذه القوة.. وبهذه القدرة الكبيرة فى التخطيط والتنفيذ والخداع؟!

فى تمام الساعة 8:45 من صباح يوم 5 يونيو 1967 وقعت «الصدمة الأولى»، عندما بدأت القوات الجوية الإسرائيلية فى توجيه ضربة جوية مركزة مفاجئة إلى القواعد الجوية والمطارات المصرية ومحطات الرادار.

وفى خلال 150 دقيقة نجحت الطائرات الإسرائيلية فى تدمير معظم القوات الجوية المصرية، وأخرجتها تقريباً من المعركة، تاركة القوات البرية المصرية فى سيناء تحت رحمة الطيران الإسرائيلى مبكراً. وفى الساعة 1700 يوم 6 يونيو 1967 ، أصدر المشير عبدالحكيم عامر، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمراً إلى قائد المنطقة العسكرية الشرقية الفريق عبدالمحسن كامل مرتجى، بانسحاب كل القوات خلال نفس ليلة 7/6 يونيو إلى غرب القناة، مما كان له أثر كبير فى تسهيل مهمة القوات الإسرائيلية، لتنفيذ خطتها الطموحة بالاستيلاء على سيناء!

وفى مساء يوم الخميس 4 أكتوبر 1973، وأثناء إدارة المشروع الاستراتيجى التعبوى تحرير 41 بدأت ملامح «الصدمة المرتدة»، عندما طلبت هيئة عمليات القوات المسلحة إرسال ضابطين برتبتين كبيرتين من قيادتى الجيش الثانى والثالث الميدانيين إلى القاهرة لتسلم تعليمات مهمة، وعاد الضابطان فى الساعة الثامنة مساءً، وسلما قائدى الجيشين مظروفاً معنوناً باسم كل منهما ومختوماً بالشمع الأحمر، وداخله قصاصة صغيرة من الورق تحمل توقيع اللواء أ.ح/ محمد عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة آنذاك، وكانت الورقة تحتوى على كلمة التحول للعمليات الحقيقية.. وتوقيت بدء الهجوم.

 السادات فى يناير 1972 : «كتب علينا القتال.. وقرار المعركة اتّخذ ولا رجعة فيه» والصحافة الإسرائيلية تصرخ وتتساءل فى ثورة عارمة: «ماذا حدث.. وكيف حدث؟!»«الصدمة المرتدة» فجّرت إسرائيل من الداخل.. الصحافة الإسرائيلية تصرخ وتتساءل فى ثورة عارمة.. ماذا حدث وكيف حدث؟!.. تبادل القادة الإسرائيليون الاتهامات، كل منهم يريد أن يتهرّب من المسئولية..

السؤال الكبير هو.. كيف وقعت إسرائيل فى هذا الفخ الكبير؟

«هاملت السادات»!

العبقرية المصرية تجسّدت فى صورتين متناقضتين الأولى للشعب المصرى تقول «سنحارب».. والثانية لإسرائيل تؤكد استحالة الحرب«الصدمة المرتدة» لم تُذهل إسرائيل وحدها.. ولكنها أذهلت العالم كله.. فقد تجسّدت العبقرية المصرية فى صورتين متناقضتين، الأولى للشعب المصرى تقول: «سنُحارب».. والثانية لإسرائيل تؤكد: استحالة الحرب.

بعد ساعات قليلة من الحرب طير مراسل وكالة الأنباء المتحدة تقريراً حول الأوضاع، استهله بالقول: إن استعداد الرئيس السادات للعمل قد يغرق وسط عباب من الكلمات، مثله مثل «هاملت».. ولكن عندما لا يتكلم.. يفعل!

ويضيف المراسل: منذ أن تولى السادات السلطة منذ ثلاث سنوات وعد المصريين مراراً فى سلسلة من الخطابات الملتهبة بأن الحرب مع إسرائيل قد أصبحت وشيكة، ولكن شيئاً لم يحدث، ولكنه فى خطابه الأخير فى 28 سبتمبر تعمّد ألا يتحدّث عن المعركة وعقب ذلك بثمانية أيام عبرت القوات المصرية قناة السويس.

ولقد كان «السادات» يتحدث حينذاك أمام اجتماع للاتحاد الاشتراكى، ووقتها قال: إن هناك موضوعاً واحداً، ربما كما لاحظتم لم أُشر إليه إنه موضوع المعركة. ولقد تعمّدت ذلك، لأننا ضِقنا بالحديث. ولكننى سوف أقول شيئاً واحداً.. وهو أن تحرير الأرض هو هدفنا الأول.

ولقد كان هذا الأسلوب بعيداً كل البُعد عن خطابات السادات السابقة، فبعد أن تولى السلطة فى نهاية عام 1970 بفترة قليلة وعد المصريين بأن يكون عام 1971 عاماً للحسم، تحل فيه مشكلة الشرق الأوسط، إما بالحرب وإما بأسلوب سلمى.

ولكن عندما انتهى عام 1971 ولم يحدث أى شىء ألقى السادات بخطابه الشهير، الذى تحدّث فيه عن الضباب، الذى أشار فيه إلى أنه رجع فى قرار سابق بالدخول فى الحرب بسبب الضباب الذى ساد العلاقات الدولية، بسبب اندلاع الحرب بين الهند وباكستان وتورط الاتحاد السوفيتى إلى جانب الهند.

وفى أبريل 1972 عاد السادات فى خطابه فى المولد النبوى إلى القول إن الأرض سوف تحرّر قبل الاحتفال بالمولد النبوى التالى. لقد فسّر المتحدث الرسمى هذه العبارة بأنها تهدف إلى بعث التفاؤل أكثر منها تعهداً بذلك.

وعقب هذا أعلن السادات أنه أصدر تعليماته إلى رئيس وزرائه عزيز صدقى بإعداد الدولة لاحتمال نشوب الأعمال العدوانية مع إسرائيل.

ومرت الأيام وبدأت الحرب!

ماحصلش فى العالم كله

لكننى أتوقف أمام عبارة مهمة وخطيرة حدّدها الرئيس السادات فى خطابه تؤكد أن هذا القائد العظيم كان سابقاً لعصره.. ففى هذا التوقيت كانت تتعالى الصيحات، خاصة من طلاب الجامعة والتنظيمات اليسارية التى شكّلت ضغطاً على القيادة السياسية.

القائد الأعلى لممثلى الشعب: «عايزينى أذيع تفاصيل اللى بيجرى فى القوات المسلحة.. إحنا بنقلد مين.. ده ماحصلش فى العالم كله»فى هذا الخطاب، قال السادات: «ناخد المثل من المعارك السابقة.. مطلوب أذيع تفاصيل إيه اللى بيجرى فى القوات المسلحة.. إزاى؟ ماحصلش. ما ناخد المعارك اللى حصلت فى العالم، إحنا بنقلد مين، ناخد مثلين، ناخد تشرشل فى إنجلترا، وناخد ستالين فى روسيا، ده من معسكر وده من معسكر تانى. تشرشل مكتوب فى مذكراته فى الكتب وفى المكتبات، كل واحد يقدر يشتريها.. مجلس الوزراء البريطانى فوضه هو ولجنة وزارية من خمسة تفويضاً كاملاً لإدارة المعركة، وقالوا له ماتقلناش إلا ما يجب أن يقال، وفى الوقت اللى يُقال فيه، ده مجلس الوزراء البريطانى، نفس الشىء حصل فى مجلس العموم، مجلس العموم البريطانى أعطى هذه الوزارة، تشرشل والخمسة اللى معاه، وزارة الحرب، هذا التفويض أيضاً قال له اتخذ ما تشاء من قرارات، أخطرنا بها وقت أن ترى ذلك مناسباً، ولا تخطرنا إلا عندما ترى ذلك الوقت مناسباً. إيه الجديد اللى طلع عندنا؟ فيه معركة.. وعايزينى أطلع أتكلم على التفاصيل كلها وأقول إيه اللى بيجرى واللى بنعمله، ماعرفش هل طلعوا لتشرشل وقالوا له تعالى نحاسبك، قل لنا ليه ده حصل وده ماحصلش، ده فيه فصل فى كتاب تشرشل عن سنغافورة، وكاتب عنها فصل لوحدها، بيقول إنها أكبر هزيمة وعار فى جبين العسكرية البريطانية، بيوصفها كده، لأنه عشرات الآلاف من الجنود والضباط صدرت إليهم الأوامر بالتسليم كاملاً بكامل أسلحتهم لليابانيين، كان الدفاع معد عن سنغافورة من البحر، اليابانيون حولهم من البر من شبه جزيرة الملايو، فصدرت أوامر الحكومة البريطانية لقواتها، وهى أكثر من ٣٠ ألف جندى وضابط بكامل أسلحتهم، وبكل سلاح سنغافورة بأن يسلم لليابانيين، ومع ذلك البعض هناك قالوا نعمل تحقیق، جه تشرشل وقال لا، إحنا فى وقت معركة، إحنا بنواجه عدو، تحقيق إيه، الكارثة وقعت وقعت، خلاص إحنا بنواجه معركة، وبنواجه عدو، وتخلص معركتنا وبعدين بعد ذلك نلتفت نشوف.

معنى «عام الضباب»!

فى صباح يوم 25 يناير عام 1972، ألقى الرئيس أنور السادات خطاباً جماهيرياً أمام ممثلى فئات الشعب بمجلس الشعب حدّد فيه صراحة أنه لا مجال إلا القتال، قائلاً: فى خطابى الأخير، كنت واضحاً تمام الوضوح، والخطاب معايا هنا أنا جايبه. أنا قلت فى هذا إنه كتب علينا القتال، وقلت فى هذا الخطاب: إننا نعد الجبهة الداخلية، وفوراً، لأبعاد المعركة الجديدة، واتكلمت يمكن بشىء من الرمز، قلت إنه كان فيه ضباب، ولا يزال هذا الضباب قائماً، قلت إنه كان فيه ضباب، البعض حاول إنه يقول هذا الكلام، إلا أن الضباب معناه أنه مفيش معركة.. لا، أنا أوضحت فى خطابى تماماً، أنه لا سبيل لنا إلا المعركة بوضوح، وأوضحت فى خطابى إننا بنجهز نفسنا، وبنجهز جبهتنا الداخلية، علشان معركة طويلة، بأبعاد جديدة. فى سنة 71 وزى ما حكيت عن اتخاذ القرار بالنسبة للمعركة، أرجو أن يكون واضحاً أن قرار المعركة انتهينا منه، لم يعد فيه مناقشة ولا رجوع، ولكن قرار بدء التنفيذ هو اللى خاضع للحسابات اللى أنا حكيت عنها، قرار المعركة غير قابل لا للتأويل ولا لأى تحريف، قرار المعركة واضح وصريح، وفى قرار اللجنة المركزية لما اجتمعت، قلت هذا الكلام مع جميع المؤسسات السياسية فى بلدنا، فى مجلس الوزراء، فى البرلمان، فى اللجنة المركزية.. زى ما حكيت..

الدعم الأمريكى لإسرائيل

وفى الخطاب نفسه، وضع الرئيس أنور السادات المعطيات كلها أمام الشعب صراحة، قائلاً: كل شىء لدينا من أجل المعركة.. ولذلك أنا باقول كل شىء من أجل المعركة، وأن تُعد الجبهة الداخلية، المعركة طويلة بأبعاد جديدة، بعد التحرش الأمريكى اللى بدأ فى أول يناير، ثم فى الأسبوع الثانى من يناير بإعطاء فانتوم جديدة واسكاى هوك، وإعطاء حق تصنيع الفانتوم والأسلحة الأمريكية الحديثة لإسرائيل، ليه بناخذ الكلام ونلويه، ما المسائل واضحة! أنا باقرر أمامكم ولشعبنا إنه إلى الدقيقة الأخيرة قبل أن أعطى قرار بدء المعركة، أكرر تانى بدء المعركة، ولكن قرار المعركة اتُّخذ وانتهينا منه ولا مناقشة فيه، وأى لى أو أى تحريف لهذا، يبقى اللى بيعمل هذا بيقصد فتنة على طول، وده كان واضح تماماً، لكن باقرر أمامكم وأمام شعبنا، إنه إلى الدقيقة الأخيرة قبل ما أدى قرار بدء المعركة، سأكون جاهز وصاحى لكل شىء قد يغير فى الحساب، علشان نتلاقاه، لسبب بسيط إنه يوم ما نبدأ المعركة ماعادش فيه وقوف، وماعادش فيه رجوع، انتهى، وليكن ما يكون. إذن على ده اللى باحسه مسئوليتى إنى أعطى. إلى اللحظة اللى أعطى فيها هذا القرار، قبلها بدقيقة شىء يجد علشان الحساب لا بد أعمل حسابه، فمفيش مجال للتشكيك فى المعركة أبداً، كل ما ننتظر النهارده من حسابات هو قرار بدء المعركة، ليس إلا، تكون دى واضحة تماماً.

ظلموا الجيش.. وهذه سياستى

لكن الرئيس السادات توقف فى حوار مفتوح مع الضباط والجنود فى أسوان يوم 30 يناير عام 72، عند «الصدمة الأولى» فى عام 67، ووصفها بنقطة الانطلاق.. فيقول: «علشان كده أنا عايز أحكيلكم سياستى، الخط بتاعى. إيه استراتيجيتى؟ هل هى المعركة فى سيناء بس؟ لا أنا باعتبر أن الهزيمة اللى خدناها يوم 5 يونيو سنة 67لازم نعتبرها نقطة انطلاق. نبتدى منها بناء الدولة الجديدة بالأسس بتاعة العصر اللى إحنا عايشين فيه، وزى ما قلت على العلم. أحدث علم بتاع سنة 72 و73 وما يلى ذلك مش علم 40 ، ولا علم عشرين ولا علم الحرب الأولى ولا الثانية، والإيمان يعنى بالقيم اللى إحنا ورثناها واحنا طالعين من طين الأرض دى. إحنا أخدنا هزيمة أليمة ومريرة، اتجرحنا كلنا، واتظلمتو إنتو فيها.. لأن إنتو ماخدتوش فرصة حرب، إنتو جالكو أمر، أنا باقول عليه أمر مجنون أن تنسحبوا غرب القناة فى ٢٤ ساعة، عمرها ما بتحصل، محدش يدى أمر زى ده أبداً. أمر خطأ من القيادة العسكرية الموجودة للأسف. اتظلمتو إنتو وقالوا الجيش المصرى ماحاربش، طيب ما بعد كده دخلتو إنتو وحاربتو، ويوم السبت الحزين كلكو فاكرينه اللى قبل وقف إطلاق النار سنة 70على طول، لما دخلوا أولادنا فى عز الظهر الساعة إتناشر الظهر، لما دخلوا ولادنا بتوع الفريق صادق، وخلصوا على أربعين عسكرى من مظلات أحسن تدريب عند اليهود التحمنا ودخلنا وعارف العدو ما هى قيمتنا أحنا وعسكريينا وضباطنا كمحاربين. وعلشان كده مش عايز يلتحم معانا فى معركة وجهاً لوجه أبداً، هو عاملها حرب نفسية.

اليسار «المغامر»!

الرئيس فى حديث لنقيب الصحفيين اللبنانيين: «اليسار المغامر» فئة تحاول أن تفسد وتشوه كل شىء بعيداً عن مصلحة الوطنكانت أخطر معارك الإعداد «للصدمة» هى معركة الرأى العام الداخلى فى مصر، خاصة طلاب الجامعة، واليسار على وجه التحديد..

فى حديث لنقيب الصحفيين اللبنانيين يوم 9 يناير عام 73.. قال الرئيس السادات: «مشكلة الطلاب عندنا عملية مفتعلة، روّجت لها إذاعة لندن وبعض الصحف المعادية، والناس الذين يشوقهم أن يصطادوا فى الماء العكر.. ومنذ ثلاثة أشهر تسمع ونقرأ أن الوضع غير مستقر وحيحصل انقلاب عسکری.. مرة قالوا الوضع كذا وكذا.. أنا عندى ربع مليون طالب فى الجامعة. ولما سألت مدیری الجامعات كلهم، تبين أن فئة الطلبة الذين يثيرون الشغب فى الربع مليون طالب لا يزيدون على السبعين طالباً، وهؤلاء لهم اتجاه معين..

وعندما سأله المحاور عن تحديد ما هو «الاتجاه المعين»؟.. قال السادات: أنا سميته «اليسار المغامر»، وهؤلاء قلة، تحاول أن تلتوى بكل شىء، وتُفسد وتُشوه كل شىء بعيداً عن أى تقدير لمصلحة الوطن.. وقد تساهلنا فى البدء، وقررنا ألا نفصل ذلك عن الممارسة الديمقراطية التى أطلقناها ورعيناها فى بلدنا... إلا أنهم استرسلوا وأفسدوا القيم باستغلال الرحابة التى أشعناها.. إنها كلمة حق يُراد بها باطل. هؤلاء يريدون الفوضى بديلاً عن الديمقراطية، والتحلل تحت اسم الحرية. وعلى سبيل المثال أورد لك ما يلى.. قلت فى مجلس الشعب، لن أسمح بأن يستقطب شبابنا بين اليسار المغامر واليمين الرجعى، توغّلت فئة من المغامرين من خلالها وتم إفسادها، فكان أن قبض على 52 من الطلبة وبعض الفئات الأخرى، بتهم مُعينة، وتحت ظل سيادة القانون وفى جو من الممارسة الديمقراطية الصحيحة..

بيان لـ«ديان».. اعتراف وأوهام

فى اليوم السادس لحرب أكتوبر، طيرت وكالة الأنباء الفرنسية أول تصريح أدلى به وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان، بعد مرور خمسة أيام على الحرب..

ولأول مرة تعترف إسرائيل بصدى وواقع «الصدمة المرتدة».. اعترف ديان -أخيراً- بأن القوات الإسرائيلية تكبّدت خسائر، وفقدت الكثير من المواقع، وأن القوات المصرية شنّت هجوماً بقوات كبيرة للغاية.. وأن عدد الدبابات المصرية تجاوز ألفى دبابة خلال الهجوم..

ورغم هذا الاعتراف لم يسلم البيان من بعض «الغرور».. و«الأوهام».. يقول «ديان»: «إن المعركة سوف يتقرّر مصيرها خلال الأيام القادمة.. وسوف تنتهى بهزيمة قاسية لأولئك الذين تورّطوا فى هذه المغامرة الخطرة.. ولو أن إسرائیل قامت بشن حرب وقائية لكُنا الآن على الضفة الأخرى لقناة السويس»!

حرب تضليل

إسرائيل تضطر لخوض «حرب تضليل» خلال الساعات الأولى من المواجهات فى محاولة للسيطرة على الرأى العام الداخلىخلال الأيام الأولى من المعركة، اضطرت إسرائيل إلى خوض «حرب تضليل» كاملة لتهدئة الرأى العام الإسرائيلى من جراء «الصدمة المرتدة»..

فى أول نشرة للإذاعة الإسرائيلية صباح الثامن من أكتوبر، أذاع راديو إسرائيل أن قوات من المدرعات قامت بالانقضاض على الدبابات المصرية، التى عبرت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس خلال اليومين الأولين من المعارك، وتقوم قوات من المدفعية ووحدات أخرى بمهاجمة المواقع المصرية عبر الجانب الشرقى للقناة، ويقول مراسلونا إنه يبدو أن الجسور التى نجح المصريون فى وضعها قد دُمرت وأن الانسحاب أصبح صعباً وربما مستحيلاً.

وفى تلك الأثناء -والكلام للإذاعة الإسرائيلية- فإن سلاح الطيران يواصل العمل بفاعلية، وقد اصطدمت قواتنا فى أثناء عملياتها بطائرات مصرية وأسقطت بعضاً منها. وفى جنوب سيناء فإن المطاردة ما زالت مستمرة وراء وحدة كوماندوز مصرية مكثت فى المنطقة أكثر من 30 ساعة. كما أن المراسلين الإسرائيليين قالوا إن وضع المدرعات المصرية صعب فى سيناء، وإن الموقف يزداد صعوبة بالنسبة للمدرعات المصرية التى تجد نفسها محاصرة الآن عند قناة السويس!!

.. ولا تعليق..

31e3b6bea5.jpg

 

9c26da2e77.jpg

 

 

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق