أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الابتلاء ليس بالضرورة سبباً للترقي، بل يعتمد تأثيره على كيفية تعامل الإنسان معه.

مفاتيح التعامل مع الابتلاء

وأوضح خلال حديثه في برنامج «الطريق إلى الله»، المذاع على قناة الناس، أن الابتلاء قد يرفع الإنسان روحياً إذا تقبّله بالصبر والرضا، لكنه قد يؤدي إلى السقوط إذا قابله بالاعتراض أو الجزع، مضيفًا: «يقال إن العبد يترقى بالابتلاء، لكن ليس كل ابتلاء يؤدي إلى الترقي، فقد يكون اختبارًا يؤدي إلى ضياع الإنسان إذا لم يحسن التعامل معه».

وأشار إلى الحديث النبوي الشريف: «أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل»، موضحًا أن المهم ليس الابتلاء في حد ذاته، وإنما رد فعل الإنسان تجاهه، فإذا استسلم العبد لله في الابتلاء، فإنه يرتقي روحياً، أما إذا قابل المحنة بالاعتراض، فقد تتحول إلى نقمة عليه.

أقوال العلماء حول الابتلاء

واستشهد الدكتور مهنا بحوار دار بين الشيخ عبد الوهاب الشعراني وشيخه مولانا الشيخ الخواص حول الابتلاء، حيث قال الأخير: «إذا ابتُلي الإنسان وصبر، كان ذلك سببًا لرفع درجته، أما إذا رفض الصبر، أصبح الابتلاء نقمة عليه».

وأضاف أن النعم قد تكون ابتلاءً في بعض الأحيان، إذ قد تؤدي إلى انشغال الإنسان بالدنيا وابتعاده عن الله، بينما يكون الابتلاء فرصة لتعميق العلاقة مع الله؛ لأن الإنسان في وقت الشدة يلجأ إليه بقلب صادق.

كما استشهد بكلام ابن عطاء الله السكندري: «إذا رزقك الله الامتثال لأمره والاستسلام لقهره، فقد أعظم المنّة عليك»، مؤكداً أن الرضا بالقضاء والقدر هو مفتاح الترقي الروحي والتطهير من الذنوب.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الله أعلم بما هو خير لنا، مشيرًا إلى أن النظر إلى الابتلاء كفرصة للتقرب من الله يساعد الإنسان على تحقيق التوازن الروحي والرضا بما قسمه الله له.