غصن الزيتون يحتج اعتصام رمزي ونوم فوق الأشجارقرب سفارة كبرى بنيقوسيا تضامناً مع غزة

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غصن الزيتون يحتج اعتصام رمزي ونوم فوق الأشجارقرب سفارة كبرى بنيقوسيا تضامناً مع غزة, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 06:10 مساءً

في مشهد لا يشبه سواه، أقرب إلى لوحة احتجاجية مرسومة بالألم والرمز، أطلق عدد من النشطاء وعلى رأسهم الناشط القبرصي في مجال حقوق الانسان لويس ألان، وأبناء حركة فتح، يرافقهم متضامنون قبارصة وأجانب، اعتصاماً مفتوحاً تخلله إضراب عن الطعام، على بعد امتار من السفارة الأميركية والجامعة الأوروبية في العاصمة القبرصية نيقوسيا، في خطوة احتجاجية صامتة لكنها صاخبة بمعانيها، رفضاً لما وصفوه بالحرب الشاملة وحـ.ـصار التجـ.ـويع الذي يتعرض له المدنيون العزل من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

  نوم فوق شجرة الزيتون.. ورسالة سلام من بين الأغصان

انطلقت فكرة الاعتصام من شارع "ايو بروكوبيو" الحيوي، الذي تعبره آلاف المركبات يومياً، في موقع استراتيجي يقع بين مبنى السفارة الأميركية والجامعة الأوروبية. هناك، تحت شجرة زيتون معمّرة، قرر المعتصمون قضاء أيامهم ولياليهم، بل والنوم على فروعها، في رسالة رمزية تعبّر عن التمسك بالسلام، والهوية، والجذور، في مواجهة الاقتلاع والتجريف والتهجير والقتل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصة منذ السابع من أكتوبر 2023.

"غصن الزيتون ليس مجرد رمز... إنه احتجاج حيّ"، بهذه الكلمات وصف معين السعيد، أمين سر حركة (فتح) في قبرص، الهدف من هذه الفعالية الرمزية.

وفي تصريح صحفي، قال السعيد: نحن ننام فوق أغصان الزيتون لأن فلسطين تنزف، ولأن هذا الشجر الذي يُقتل ويُقتلع من أرضه، يرمز لصمودنا وسلامنا. حتى الأشجار باتت تحتج، فكيف لنا أن نصمت؟"

أوضح السعيد: فكرة الاعتصام جاءت رغبة في توصيل الصوت الفلسطيني إلى الطلبة والشارع القبرصي، مشيراً إلى أن الموقع كان مقصوداً بعناية:"وجودنا بجوار الجامعة والسفارة الأميركية رسالة مزدوجة: للشباب الأوروبي حتى لا تغيب الحقيقة عن وعيهم، ولصنّاع القرار الدوليين حتى يروا أننا هنا، لا نُنسى، لا نُدفن في صمت."

✦رسائل من الشارع: التضامن يتجاوز اللغة

قال السعيد: الاعتصام لم يمر مرور الكرام على المارة. طلاب الجامعة الأوروبية توقفوا للاستماع، وتبادلوا الحديث مع المعتصمين. السائقون أطلقوا زمامير سياراتهم تأييداً، وهتف البعض من نوافذ مركباتهم بـ"Free Palestine"، كما تم رفع لافتات باللغة اليونانية والإنجليزية والعربية تندد بـ"الـعـ.ـدوان" وتدعو إلى إنهاء "حـصار غزة".

وأضاف: تفاجأنا بحجم التفاعل. البعض قدّم الماء رغم علمه بأننا مضربون عن الطعام. البعض الآخر طلب الانضمام لليلة واحدة فوق الشجرة. كان الشعور واضحًا: الناس تريد أن تقول شيئًا، أن تتضامن بطريقة أو بأخرى".

 الإضراب عن الطعام: مشاركة رمزية في الألم

المعتصمون قرروا أيضاً الدخول في إضراب عن الطعام حتى نهاية الأسبوع، كتعبير رمزي عن مشاركتهم في معاناة أهالي غـزة، الذين يعانون من شحّ الموارد الأساسية في ظل استمرار التصعيد منذ أكثر من ستة أشهر.

"نحن لا ندّعي أننا نعيش معاناتهم، لكننا نحاول أن نشاركهم أدناها، أن نرسل لهم رسالة: لستم وحدكم. ولو بجسد جائع فوق غصن زيتون، سنقاوم معكم بالإنسانية إن لم نقدر بالسلاح"، هكذا لخص السعيد دافعهم للإضراب.

 الرسالة الأخيرة: كفى صمتاً... وكفى موتاً

في ختام حديثه، وجّه السعيد نداءً عبر "الأقاليم الخارجية" قائلاً: "لسنا دعاة حرب، نحن عشاق حياة. نطالب بالسلام والحرية والكرامة كباقي شعوب الأرض. كفى صمتاً، كفى ازدواجية في المعايير، كفى موتاً يُطوى في نشرات الأخبار."

وبينما يستمر المعتصمون في ليلهم ونهارهم، فوق أغصان الزيتون وتحت ظلال الصمت الدولي، يبقى المشهد هناك... صامتاً وصارخاً في آن: غــزة ليست وحدها، وفلسطين لا تزال تنبض من بين الأغصان.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق