نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السكريون ووقفة "عرفة" بلا أخطاء , اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 09:01 مساءً
ولا شك في أن بلادنا الغالية وتحت القيادة الحكيمة لا تدخر جهدا في سبيل توفير كل الإمكانيات الطبية والكوادر المؤهلة لضمان صحة وسلامة الحجاج، من لحظة وصولهم وحتى عودتهم سالمين غانمين إلى أوطانهم، إذ تحرص المملكة على تسخير جميع إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال منظومة متكاملة من الخدمات تسهم في تيسير أداء المناسك بسلامة وطمأنينة. وتعد الرعاية الصحية من أبرز الركائز التي توليها الدولة اهتماما بالغا، إذ وضعت صحة الإنسان وجودة حياته في مقدمة أولوياتها، لا سيما خلال موسم الحج، الذي يمثل أكبر تجمع بشري سنوي على أراضي المملكة.
وتتضاعف التوعية والنصائح الصحية خلال موسم الحج لضيوف الرحمن الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، ومنها داء السكري، لكونه من أهم المواسم التي تشهد تواجد الملايين من ضيوف الرحمن في مكان وزمان واحدين، فكلما اهتم الحاج بصحته قلت فرص الأمراض والمشاكل الصحية، إذ تشكل التوعية الصحية في الحج جانبا مهما في تعريف ووقاية ضيوف الرحمن من منطلق "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
وبما أنه يصادف غدا الوقفة فهنا بعض الأخطاء التي قد تحدث - لا قدر الله - من قبل بعض الحجاج السكريين في يوم عرفة وتتمثل في:
أولا: الإجهاد النفسي دون إعطاء الجسد كفايته من الراحة، وهذا الأمر قد يعيق الحفاظ على نسبة توازن السكر في الدم، وبذلك يجب أن يحرص الحاج السكري على عدم الاحتراق النفسي.
ثانيا: عدم الحرص على قياس نسبة السكر عدة مرات في اليوم إذا كان لسكري الحاج تقنيات إدارة السكري والتحكم في نسبه، وهذا مؤشر غير صحي، فالقياس عدة مرات في اليوم أثناء أداء الفريضة يعطي انعكاسا إيجابيا على وضع المريض الصحي مع مرضه.
ثالثا: عدم الاهتمام بتناول الماء والسوائل بشكل معتدل ومطلوب للمحافظة على ترطيب الجسم نتيجة الانشغال الروحاني بمناسك الحج، وهنا يجب أن يحرص مريض السكري على تناول الماء والعصائر الطازجة، ويبتعد عن المشروبات الغازية بجانب الحد من تناول مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة.
رابعا: عدم حرص مرضى السكري على تقسيم الوجبات والاكتفاء بالوجبات الرئيسية، وهذا ربما يعيقهم وقد يعرضهم - لا سمح الله - لانخفاض نسبة سكر الدم.
خامسا: تجاهل التواجد في أماكن الظل أو استخدام الشمسية، فذلك قد يسبب لمريض السكري عدم الارتياح أو التعرق الزائد، مما قد يجعله في حالة عدم الاستقرار النفسي.
سادسا: عدم أخذ الأدوية في مواعيدها لظروف الانشغال في المشاعر، فيجب على مرضى النمط الأول استخدام الإنسولين كما تم وصف ذلك من الطبيب المعالج، وأيضا مرضى النمط الثاني فعليهم استخدام الأدوية دون تجاهل.
سابعا: عدم إعطاء جانب النوم الصحي الاهتمام المطلوب، فقلة النوم قد تجعل الجسم أكثر مقاومة للإنسولين، والشعور بالجوع والرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات والأطعمة السكرية.
ثامنا: السير حافي القدمين داخل المخيم أو على الأسطح الساخنة في بعض المواقع داخل المشاعر المقدسة، وهذا قد يؤثر على القدمين ويسبب بعض الجروح، فمعروف أن مرض السكري يتسبب في تأخر التئام الجروح، وقد تسوء حالة الجروح والخدوش الصغيرة بسرعة، لذا يجب استخدام الأحذية المناسبة وارتداء الجوارب القطنية.
الواقع أن عدم انضباط السكر في الدم يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات الصحية، لذا يجب الحرص على تجنب العوامل التي تؤدي إلى عدم انضباط السكر في الدم، مع الكشف والمتابعة وقياس معدل سكر الدم باستمرار للمحافظة على الوضع الصحي، حتى يتمكن حاج السكري من أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وبعيدا عن أي متاعب جسدية ونفسية.
وبما أن الأرصاد أفادت وأعلنت أن أجواء المشاعر المقدسة لهذا العام حارة، فهنا يجب على ضيوف الرحمن جميعا بمن فيهم مرضى السكري تجنب أماكن أشعة الشمس والبقاء قدر الإمكان في أماكن الظل، فالأجواء الحارة قد تجعل الحجاج يتعرضون للمتاعب أكثر، وقد يسبب ذلك اختلال نسبة سكر الدم، وكذلك تقلب المزاج وعدم الشعور بالراحة والإرهاق الشديد.
الخلاصة: من أهم النصائح الموجهة لضيوف الرحمن ومرضى السكري يوم وقفة عرفة هي: عدم التعرض للإجهاد النفسي، الحرص على قياس نسبة السكر عدة مرات في اليوم، الاهتمام بتناول الماء والسوائل بشكل معتدل ومطلوب للمحافظة على ترطيب الجسم، الحرص على تناول الأطعمة الصحية، التواجد في أماكن الظل واستخدام الشمسية نهارا، تناول الأدوية في مواعيدها، الاهتمام بساعات النوم الصحي وجودته، تجنب السير حافي القدمين داخل المخيم أو على الأسطح الساخنة في بعض المواقع داخل المشاعر المقدسة، واستخدام الأحذية المناسبة وارتداء الجوارب القطنية، وسلامة صحتكم. وفق الله جميع ضيوف الرحمن لأداء الفريضة بكل يسر وسهولة، وحج مبرور وسعي مشكور.
0 تعليق