قرغيزستان – أ ف ب
في مشهد غير مألوف، يراقب أكماتبيك أورايموف في جنوب قرغيزستان منزله الجديد وهو يُبنى، ليس بالإسمنت أو الطوب المعتاد، بل بكتل مصنوعة من قشور الأرزّ. هذه المادة، التي كانت تُعد نفايات زراعية، باتت اليوم تُحدث ثورة في عالم البناء المستدام في آسيا الوسطى.
قشور الأرزّ: خيار عملي واقتصادي
يقول أورايموف، أحد سكان كيزيل كيا: «اخترتُ قشور الأرزّ بعد مقارنة خيارات عدة، فهي توفر العزل الحراري وتخفض كلفة البناء». وقد لاحظ بنفسه جودة هذه المادة التي يتم الحصول عليها بفصل الحبوب عن قشرتها، مؤكداً: «عندما شاهد الناس مواد البناء، بدأوا يهتمون ويتواصلون معي».
بديل واعد عن الإسمنت.. واهتمام عالمي متزايد
أصبحت قشور الأرزّ محط أنظار الباحثين حول العالم كبديل واعد عن الإسمنت، الذي يُسهم بـ8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، ويستهلك كميات هائلة من المياه. وتُشير دراسات في الصين والهند وإسبانيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية إلى أن هذه المادة تتمتع بخصائص بيئية واقتصادية وصوتية وحرارية مهمة.
خصائص عازلة تقلّل استهلاك الطاقة
في قرية جبلية، تؤكد يخفال بوريفا أن منزلها المصنوع من الأرزّ «دافئ شتاءً وبارد في الربيع»، ما يساعد على تقليل استهلاك الفحم. وتقول: «الجدران تحتفظ بالحرارة والبرودة جيداً».
رائد محلي يقود التحول: 300 منزل خلال خمس سنوات
نور سلطان تابالدييف، البالغ من العمر 27 عاماً، هو من أوائل من روّجوا لفكرة البناء بقشور الأرزّ في المنطقة. بدأ تجربته بنشارة الخشب، ثم انتقل إلى الأرز، وصنع طوباً يحتوي على 60% من القشور، ممزوجًا بالطين والغراء والإسمنت الطبيعي.
ويقول: خطرت لي الفكرة وأنا طفل أساعد والدي في ورشة النجارة. اليوم، تدور آلات الضغط والتجفيف في ورشته اليدوية، حيث يُنتَج الطوب ويُحمّل للزبائن.
0 تعليق