مأساة «شراب الموت».. مداهمات في الهند بعد وفاة أطفال بدواء ملوث

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تصعيد جديد لقضية أثارت غضباً واسعاً في الهند، داهمت وكالة مكافحة الجرائم المالية سبعة مواقع تابعة لشركة «سريسان فارما» (Sresan Pharma)، المصنّعة لشراب السعال «كولدريف» (Coldrif)، بعد أن رُبط الدواء بوفاة عدد من الأطفال في ولاية مدهيا براديش.

اتهامات بغسل الأموال

جاءت عمليات التفتيش التي جرت في مدينة تشيناي على خلفية شبهات بغسل أموال ضد الشركة المنتجة.


تأتي هذه المداهمات بعد أيام من اعتقال مالك الشركة جي. رانغاناثان، الذي لم يرد على اتصالات الصحفيين للتعليق على الاتهامات، بحسب رويترز.

التحقيقات تتسع والضحايا يطالبون بالعدالة

أثارت قضية «كولدريف» ضجة وطنية بعد تقارير أفادت بأن الدواء تسبب في وفاة عدة أطفال كانوا يعانون أعراض البرد والسعال.

وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام محلية أباء غاضبين يعرضون زجاجات الشراب التي أُعطيت لأطفالهم قبل وفاتهم، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة.

تحذيرات رسمية وقلق شعبي

دعت السلطات الهندية المواطنين إلى تجنّب استخدام منتجات «سريسان فارما» مؤقتاً، بما في ذلك شراب «Relife»، الذي لم يُربط بحالات وفاة لكنه يخضع للمراجعة الاحترازية.

وبدأت القصة عندما فقد 20 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عام وستة أعوام حياتهم بعد أن تناولوا شراب سعال شائعاً.

ولم يعرف الأطباء السبب، فاختبروا كل شيء: المياه، الطعام، وحتى البعوض.


لكن الصدمة جاءت لاحقاً حين كشفت التحاليل أن الشراب يحتوي على 48.6% من مادة «الداي إيثيلين غلايكول» وهي مذيب صناعي سام يُستخدم في سوائل الفرامل ومضادات التجمد، لا في الأدوية.

وفيات في ولايات أخرى..ودواء محلي يتحول إلى قاتل صامت

توفي طفلان آخران في ولاية راجستان المجاورة، بعد تناول شراب يحتوي على مادة «ديكستروميثورفان»، وهي مادة مثبطة للسعال غير آمنة للأطفال الصغار.

وأثارت الحادثتان غضباً واسعاً، ودفعـت الحكومة إلى فتح تحقيق عاجل ومصادرة جميع العبوات.


لكن المأساة ليست جديدة على الهند، بل تاريخ متكرر من التسممات الدوائية يعود لعقود.

السر في المكونات: مواد تبريد سامة بدل المذيبات الدوائية

أشار الخبراء إلى أن بعض المصانع تستبدل المذيبات الطبية الآمنة مثل البروبيلين غلايكول بمواد صناعية أرخص وأشد سمّية مثل الداي إيثيلين غلايكول والإيثيلين غلايكول، وهي مواد تُستخدم عادة في صناعة مضادات التجمد وسوائل الفرامل.

قال سيف الدين أحمد من جامعة جونز هوبكنز:«هذه ليست أخطاء بريئة، بل أفعال مقصودة لتقليل التكاليف وتحقيق أرباح أكبر..إنها جريمة متعمدة ضد الأطفال».

براميل الموت و«السوق السوداء» للدواء

كشف تحقيق أممي أيضاً عن وجود أسواق إلكترونية لبيع البراميل المستعملة التي تحتوي على بقايا سوائل دوائية أصلية، يُعاد تعبئتها بسوائل سامة ثم تُباع لمصانع تبحث عن أرخص الأسعار.


وأكد الباحث مراد يلديز من مكتب الأمم المتحدة:«بعض البراميل لا تزال تحمل الملصقات الأصلية، ما يجعل المصنعين يظنون أنهم يشترون مواد آمنة.. لذلك هي حلقة فساد معقّدة تمتد من آسيا إلى إفريقيا وتحتاج إلى رقابة صارمة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق