فلاد بوكول: دبي أحد أهم المراكز الثقافية في العالم

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعرض الفنان السويسري فلاد بوكول لأول مرة أعماله في البلازا ون زعبيل دبي تحت عنوان «هجرة. من الجذور إلى الرؤية».


يمثل المعرض أكثر من تجربة فنية، بل هو مساحة حوار بين الثقافات، وبين الإنسان وذاته. ومع احتضان دبي لهذا النوع من الفعاليات تثبت أنها ليست وجهة تجارية أو سياحية فحسب، بل هي مركز حيوي يجمع المبدعين من كل أنحاء العالم.


المعرض مستمر حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفي هذا الحوار، يتحدث بوكول عن لوحاته والموضوعات المستوحاة منها والرسائل التي يسعى إلى إيصالها.

-ما السبب وراء اختيارك دبي لعرض أعمالك الفنية؟


ــ أولاً، دبي أحد أهم المراكز الثقافية في العالم، ويسعدني أن أكون جزءاً من المشهد الفني هنا، وأن ألتقي بفنانين من مختلف الجنسيات وأن أتعرف إلى الفنون المتنوعة. أشعر كأنني في وطني نظراً لجذوري الشرقية، حتى وإن كنت أعتبر نفسي مواطناً عالمياً، لكنني بالطبع متأثر بخلفيتي الثقافية. تواجدي في ون زعبيل بالتحديد منطقي، لأنه يمزج بين الماضي والحاضر والذكريات والمستقبل.المبنى جديد نسبياً إلا أنه بات معلماً أيقونياً في دبي، ومن موقعه الاستراتيجي وإطلالاته الخلابة يمكنك مشاهدة دبي القديمة والجديدة. وأعتقد أن هذا أمر بالغ الأهمية وهو مرتبط بقصتي، بل يعكس الرسالة التي أود إيصالها، وهي أن نتغيّر، أن نتطوّر، لكن في الوقت نفسه أن نبقى متجذّرين في إرثنا، وأن نرتقي به بطريقةٍ خاصة، تماماً كدبي.

- ماذا عن لوحة «حديقة الألوان» التي تعرض لأول مرة أمام الجمهور؟


ــ تتميز بحجمها الكبير (170سمx170سم)، واستخدمت فيها الألوان الزيتية ويديّ وأداة معدنية صغيرة لرسم الضربات، احتجت الى حوالي 10 أيام لإنجازها. رسمتُ هذه اللوحة فوق أخرى كانت مرسومة سابقاً، وهذا سرٌ لم أبح به من قبل! عملتُ على إعادة خلق هذه اللوحة لأعيد ابتكار نفسي كما أصبحَت عليها.


هناك الكثير من الألوان والإبداع في هذا العمل، ولذا أسميتُه «حديقة الألوان»، لأن الفكرة تشبه عملية الازدهار. أعتقد أنني في مرحلة من حياتي، وبالتحديد الإبداعية، أحاول فيها أن أتخلص من «أنا» الفنان، وأن أسمح لنفسي بالذهاب في اتجاهات غير متوقّعة، هذا عملي الأحدث وهو مختلف تماماً عن اللوحات الأخرى في المعرض. الإضاءة جزء من هويتي الفنية فمن الضوء تولد الظلال. يعلق الكثير من الزوّار وجامعي اللوحات بأن أعمالي الفنية تتغيّر تبعاً للإضاءة، إذا ابتعدتَ قليلاً، أو نظرت من زاوية أخرى، لن تراها كما هي بل ستكون مختلفة وحتى مشاعرك تجاه اللوحة سوف تكون مختلفة.

- هل اللوحات الأخرى مختلفة عن «حديقة الألوان»؟


ــ الأعمال الأربعة، باستثناء «حديقة الألوان»، جزء من معرض يضم أربعين عملاً مع فنانين آخرين تحت اسم «هجرة. من الجذور إلى الرؤية»، وتسلط الضوء على ثلاثة مواضيع: التراث، والحاضر، والرؤية. وكل لوحة كانت تروي قصة مختلفة.


لا يتناول معرض «هجرة...من الجذور إلى الرؤية» مفهوم الهجرة من منظورٍ جغرافي فحسب، بل يمتد إلى الهجرة الداخلية ورحلة التطور الذاتي والروحاني التي يخوضها الإنسان، وكيف يمكننا أن نكون نسخة أفضل من أنفسنا.

- ما هي رسالتك الشخصية من هذا المعرض ؟


ــ الرسالة أن نحتفي ونفخر بإرثنا وهويتنا. وُلد أجدادي في رومانيا، ثم فرّوا منها إلى سويسرا، أما والدتي، فتمتد جذورها إلى الشرق الأوسط، ولهذا أشعر بارتباطٍ عميق بهذه المنطقة. أما تجربتي الشخصية مع الهجرة، فبدأت فعلياً عام 2023، عندما انتقلت للعيش في الرياض. كانت الهجرة دائماً جزءاً من قصة عائلتي لكن حين عشتها بنفسي، شعرت بأن جزءاً من روحي ينتمي إلى هنا، وبأنني في وطني منذ اليوم الأول. ولهذا أردت أن أُقيم هذا المعرض وأقدم هذا النوع من الأعمال.

- ما سر اختيارك الألوان الرملية في لوحاتك؟


ــ أقيم المعرض في الشرق الأوسط، ويذكرني استخدامي للألوان البيج والرملية بالمناظر الطبيعية المحلية، يمكنك حتى تخيّلها كأنها إطلالة من نافذة طائرة، وأنت تتأمل صحراء بلا نهاية وكأنك تتوه في صحراء الذهن في آنٍ واحد.

- ما الشعور أو الانطباع الذي تأمل أن يتركه هذا العرض الفنّي عند الجمهور؟


ــ الاتصال بحدسنا الداخلي، والبحث عن الإجابات في داخلنا وليس من الخارج، مع ضرورة استلهام الجمال من محيطنا. أريد أن يأتي الناس إلى هنا ليعيشوا لحظات من السكون والوعي، لأن دبي، رغم روعتها، مدينة سريعة الإيقاع، مليئة بالحركة والضجيج أحياناً. لذا، الوقوف أمام عمل فني والتأمل قليلاً في الذات، ضروري، خصوصاً في هذه الأوقات التي أصبحت فيها قصص الهجرة قاسية جداً ومؤثرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق