الشارقة: سارة المزروعي

تشتهر البرازيل بتنوع فواكهها الاستوائية، ومن بين كنوز غابات الأمازون تبرز فاكهة «الكوبواسو»، والتي تُصنَف ضمن عائلة الكاكاو، وهي بيضاوية ومستطيلة المظهر، يكسوها لون بني يذكّر بثمار الكاكاو القريبة منها وتتميز بقشرة خشنة سميكة نسبياً لا يتجاوز سمكها سنتيمترا واحداً، لكنها متينة وصلبة تجعل كسرها مهمة شاقة تتطلب ضربات متكررة باستخدام أداة حادة.
وعلى الرغم من شكلها الخارجي الصلب، تخفي القشرة في داخلهاً لبا أبيض كريمياً ناعم الملمس، يجمع بين الليونة والامتلاء الليفي ليمنح قواماً كثيفاً يشبه مزيج الأفوكادو وحليب جوز الهند مملوء بالعناصر الغذائية ويأتي طعمها الفريد بصفته مزيجاً غير مألوف من الشوكولاتة والأناناس مع لمسة استوائية لاذعة، ما يجعلها غير محببة عند الكثيرين كفاكهة طازجة، لكنها تحظى بشعبية واسعة عند استخدامها في العصائر والحلويات المحلية والمميز أن الثمار لا تكتسب نكهتها ورائحتها الكاملة إلا إذا سقطت بشكل طبيعي من الشجرة، في حين تبقى الثمار المقطوفة يدوياً أقل غنى في الطعم.
وفي عمق اللب، تنتظم بذور كبيرة الحجم بنية اللون، لكنها شديدة المرارة ولا تُؤكل نيئة؛ بل تُستخدم بعد المعالجة لاستخلاص زبدة الكوبواسو، هذه الزبدة تحاكي زبدة الكاكاو في قوامها وخصائصها، وتشتهر بقدرتها الفائقة على الاحتفاظ بالرطوبة داخل الجلد، لتصبح عنصراً رئيسياً في كريمات الترطيب، منتجات العناية بالشعر الجاف، وأحمر الشفاه الطبيعي.
ويحتوي اللب على وفرة من مضادات الأكسدة والبوليفينولات، إلى جانب فيتامينات A وC، ومعادن مثل السيلينيوم والكالسيوم، هذه التركيبة تمنحه قدرة على دعم جهاز المناعة، تعزيز حيوية الجسم، وحماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي، ما يجعله سلاحاً طبيعياً لمقاومة الالتهابات وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.
كما تسهم الألياف القابلة للذوبان الموجودة في الفاكهة في تحسين صحة القلب عبر خفض الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول النافع، بينما تمنح المعادن دعماً لصحة العظام والمفاصل، أما مضادات الأكسدة فتؤدي دوراً في تقليل علامات الشيخوخة والحفاظ على نضارة البشرة، لتجعل من الكوبواسو فاكهة استوائية تتربع بين الغذاء الصحي ومستحضرات الجمال.