«إرثي» يواصل ترسيخ مكانة الشارقة مدينة للحرف والفنون الشعبية

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* المجلس تحول من مبادرة محلية إلى منصة عالمية
* إبداعات الحرفيات الإماراتيات تزين أكبر المعارض
=========== 

مع احتفائه بمرور عشرة أعوام على تأسيسه، يواصل مجلس إرثي للحرف المعاصرة ترسيخ مكانة الشارقة «مدينة الحرف والفنون الشعبية» ضمن شبكة المدن الإبداعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو). ويستند المجلس في ذلك إلى سجل حافل من الإنجازات في الحفاظ على التراث الحِرفي الإماراتي، وتمكين الحِرفيات، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التصميم والإبداع عبر برامج ودراسات نوعية وشراكات عالمية.

على مدار السنوات العشر الماضية، وتحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، شهد تحولاً جذرياً من مبادرة محلية تهدف إلى إحياء الحرف التقليدية إلى منصة عالمية تعيد تعريف الحِرف كأدوات للتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، تسهم في تمكين الحِرفيات، وتعزيز حضور الحِرف الإماراتية التراثية على الساحة العالمية.

وفي إطار أهدافه الرامية إلى تمكين الحِرفيات الإماراتيات وتعزيز مهاراتهن وقدراتهن الفنية، أطلق «إرثي» البرنامج التدريبي في التطريز الفلسطيني والأردني، بهدف تعليم وتدريب الإماراتيات على أكثر من عشرة أنواع من الغرز المعروفة في هذا الفن، بالتعاون مع مصممة الأزياء ماجدة أبو زغلان.

وضمن برامج المجلس للتنمية الاجتماعية، أطلق برنامج «التبادل الحرفي»، الذي تضمن ورشاً تدريبية لتعليم حرفة التطريز بالاستفادة من خبرة حرفيات من باكستان تدربن على يد مصمم الأزياء العالمي رضوان بيج، بهدف إعداد جيل جديد من الحِرفيات، وتطوير مهاراتهن في مجال التطريز، والخياطة. وبالمقابل عمل «إرثي» على تدريب الحِرفيات الباكستانيات على الحرف التقليدية الإماراتية مثل «السفيفة» و«التلي».

وبالتعاون مع «جمعية السدو» في الكويت، أطلق «إرثي» برنامج تبادل مهارات نسيج السدو لتدريب الحِرفيات على تقنيات هذا الفن العربي التقليدي الذي أدرجته «اليونيسكو» ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

شراكات عالمية

للتعريف برؤيته تجاه تمكين الحِرفيات الإماراتيات وتقديم الحرف التقليدية المحلية إلى العالم، أبرم مجلس «إرثي» اتفاقيات تعاون مع اثنتين من كبرى منصات التصميم في العالم، وهما، منصة ومجلة «ديزين» المتخصصة في العمارة والتصميم، وشركة «ديزاين ميامي» للتصميم العالمية.

وتجسيداً لحرصه على تعريف العالم إلى الإرث الثقافي الحِرفي للمنطقة، تعاون «إرثي» مع «ديزاين ميامي»، لعرض مجموعتين جديدتين في المنصة العالمية في شنغهاي في عام 2021. وتروي المجموعتان قصة التراث الحِرفي للإمارات ومنطقة الخليج، وهما، «زنوبيا» و«الثاية»، اللتان تدمجان «التلي» و«الخوص» في الأعمال الفنية المعروضة.

وبوصفه الشريك الرقمي الحصري والوحيد من دول الخليج لمنصة «ديزاين ميامي»، أطلق «إرثي» ثلاث مجموعات جديدة عليها احتفاء بالذكرى السنوية العاشرة على تأسيسه، وهي «أدهم» بالتعاون مع المصمم المكسيكي ريكاردو ريندون، و«الموي» مع المصممة شيخة بن ظاهر والمصمم الإسباني أدريان سلفادور كانديلا، و«زنوبيا» مع المصممة اللبنانية العالمية ندى دبس.

واحتفاء بحضور الإمارات عام 2019 ضيف شرف على «معرض لندن للتصميم»، أحد أكبر معارض التصميم في العالم، أطلق «إرثي» 12 مجموعة تضم 78 قطعة فنية من المجوهرات والديكور والأثاث والحقائب، وغيرها من المشغولات الإبداعية والفنية، باستخدام تقنيات معاصرة دمجت بين الصناعات اليدوية والتصميم الحديث وشكلت أول خط إنتاج لمجلس «إرثي».

ولكونه الجهة العربية الوحيدة التي شاركت في فعاليات «أسبوع ميلان للتصميم» 2022 في مدينة ميلان الإيطالية، أكبر حدث تصميم سنوي في العالم، احتفى «إرثي» بالحرف المحليّة الإماراتيّة على الساحة العالميّة، مسلّطاً الضوء على التجربة الإماراتيّة في التصميم الإبداعي، من خلال مجموعات مبتكرة منها «الموي» و«الند».

وبعد نجاح مشاركته في «أسبوع ميلان للتصميم»، عاود «إرثي» المشاركة في نسخة 2023، لتعريف الجمهور الإيطالي والأوروبي والزوار من مختلف أنحاء العالم إلى جماليات الأعمال الفنية المعاصرة المستوحاة من التراث الإماراتي. وعرض المجلس مجموعات وتصاميم جديدة ومبتكرة في «دار كامبي للمزادات» وتلقى دعوة من «وزارة الثقافة الإيطالية» و«مؤسسة مايكل آنجلو» لعرض أعمال الحرفيات في قصر «ليتا» الإيطالي.

وفي «مهرجان فالنسيا للتصميم» بإسبانيا عام 2024، شارك «إرثي» في معرض «روابط حرفية: استكشاف التعاون في الحرف المعاصرة» ضمن مشروع «الزمن والمادة» بالتعاون مع «استوديو سافج» Estudio Savage، و«متحف فالنسيا للتنوير والحداثة»، بهدف تعزيز حضور الحِرف المعاصرة في الوعي العام، واستعراض مساهمة الحِرف والتصميم في توفير مسارات فاعلة للتنمية، لاسيما في الحفاظ على المواد والتقنيات وعمليات التصنيع التقليدية.

وبصفته الممثل الحصري لجناح الإمارات العربية المتحدة في «أسبوع موسكو للتصميم الداخلي» 2025 والمشارك العربي الوحيد في العاصمة الروسية، عكست مشاركة «إرثي» التزامه بالحفاظ على التراث والهوية الإماراتية إلى جانب دعم الاستدامة وتمكين المرأة من المشاركة في رسم ملامح التصميم العالمي. وجسدت الأعمال التي عرضها «إرثي» رؤيته للحرفيات كشريكات في صياغة حوار معاصر ينطلق من التراث والهوية والجذور الثقافية. كذلك، شارك المجلس في حلقات نقاشية تدور حول الاستدامة ونقل المعرفة لكافة فئات المجتمع.

إنجاز تاريخي

كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» أدرجت الشارقة على قائمة «مدينة الحرف والفنون الشعبية» ضمن شبكة المدن الإبداعية عام 2019، تقديراً لدور حرفة «التلي» الإماراتية في حفظ واستدامة التراث الثقافي غير المادي.

وتكللت جهود مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة على مدار العقد الماضي بمساهمته المباشرة في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، من خلال الحفاظ على الحرف الإماراتية والترويج لها في كبرى المنصات والمهرجانات والمعارض العالمية، إلى جانب توثيقها من خلال تنفيذ البرامج وإصدار الدراسات والمنشورات التي تروي قصتها وتحفظها للأجيال القادمة.

وتستمر مسيرة «إرثي» في استدامة الإرث الحِرفي وتطويره ليروي تاريخه بلغة الحاضر ولمسة إبداعية معاصرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق