تستعد مصر لمرحلة جديدة في عرض تراثها الحضاري مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، السبت 1 نوفمبر 2025، في احتفال عالمي يشهد حضور رؤساء دول وشخصيات بارزة من مختلف أرجاء العالم.
ويبدأ المتحف استقبال الزوار في 4 نوفمبر 2025، تزامناً مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، في حدث يربط الماضي العريق بالحاضر المعاصر.
المتحف المصري الكبير.. بوابة إلى حضارة خالدة
يقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة تتجاوز 480 ألف متر مربع، ليكون أكبر متحف في العالم مكرس لحضارة واحدة.
ويأتي الافتتاح بعد سنوات من العمل لتجسيد رؤية مصر في تقديم تجربة ثقافية وسياحية متكاملة بمعايير عالمية في العرض المتحفي والتقنيات الرقمية.
تجربة متحفية تعيد الحياة للماضي
يضم المتحف صالات عرض ضخمة تغطي عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني، إضافة إلى مناطق تعليمية للأطفال ومراكز بحثية متخصصة في علوم المصريات، فضلاً عن منطقة تجارية وثقافية وممشى بانورامي يصل إلى أهرامات الجيزة.
ومن المقرر أن يستقبل المتحف زواره يومياً من الساعة الـ9 صباحاً حتى الـ6 مساءً، مع تمديد ساعات الزيارة يومي الأربعاء والسبت حتى التاسعة مساءً.
كنوز الملك الذهبي تتلألأ من جديد
تتألق في قلب المتحف مجموعة توت عنخ آمون الكاملة التي تضم أكثر من 5600 قطعة أثرية اكتُشفت في مقبرته بوادي الملوك عام 1922، وتُعرض للمرة الأولى مجتمعة في مكان واحد.
تشمل المعروضات العجلات الحربية، والتماثيل المذهبة، والأواني الجنائزية، وقناع توت عنخ آمون الذهبي الذي يُعد جوهرة المعرض ورمزاً خالداً للحضارة المصرية.
وتُعرض المقتنيات داخل قاعة مخصصة للملك الذهبي صُممت وفق أحدث تقنيات العرض المتحفي، باستخدام وسائط رقمية وتفاعلية تتيح للزائر معايشة أجواء المقبرة الأصلية.
قناع توت عنخ آمون.. وجه الخلود المصري
يظل قناع الدفن الذهبي لتوت عنخ آمون أبرز أيقونات التراث المصري القديم، لما يجسده من تزاوج فريد بين الفن والعقيدة القديمة.
ووفقاً للموقع الرسمي للمتحف، صُنع القناع من الذهب الخالص ووُضع على رأس وأكتاف المومياء داخل المقبرة لحماية الملك في رحلته إلى العالم الآخر.
ويُظهر القناع الملك في هيئة الإله أوزوريس، سيد العالم السفلي، والإله رع، إله الشمس، فيجمع بين رمزي الفناء والبعث، وصُنع الوجه من الذهب الذي يرمز إلى الأبدية، بينما زُين شعر الرأس واللحية باللازورد الأزرق الذي يرمز إلى السماء والخلود.
ويعكس قناع توت عنخ آمون ملامح الملك الدقيقة كما ظهرت في تماثيله ونقوش معابده، فيما يزين ظهره نقش جنائزي مقدس يمنحه الحماية الروحية في الحياة الأبدية، جامعاً بين الإيمان العميق والبراعة الفنية التي ميزت الحرفيين في عصر الدولة الحديثة.
















0 تعليق