الآن.. بث مباشر لافتتاح المتحف المصري الكبير

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتجه أنظار العالم الآن نحو أهرامات الجيزة، حيث انطلق حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في حدث تاريخي يشهد حضور 39 من قادة وملوك الدول.

ويتضمن الافتتاح جولة داخل قاعات العرض الكبرى بالمتحف، والتي تضم كنوز الملك توت عنخ آمون، إلى جانب آلاف القطع الأثرية النادرة التي تُعرض لأول مرة أمام الحضور.

وتقارب مساحة المتحف نصف مليون متر مربع عند هضبة الأهرامات، ويُعتبر أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم وهي الحضارة الفرعونية.

مركز عالمي للتاريخ والثقافة

ويهدف المتحف إلى أن يكون مركزاً عالمياً للتاريخ والثقافة والتعليم، مستفيداً من أحدث التقنيات في العرض والتفاعل الرقمي مع الزائرين.

ومن المقرر أن تُفتح أبوابه أمام الجمهور اعتباراً من 4 نوفمبر 2025، لتبدأ مرحلة جديدة من السياحة الثقافية في مصر، وتتحول المنطقة إلى وجهة جذب رئيسية لعشاق التاريخ حول العالم.

بداية أسطورية

وفوجئ سكان القاهرة والجيزة فجر الخميس، 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بظاهرة باهرة فوق سماء الأهرامات، حيث ظهرت مجسمات مضيئة لقناع الملك الذهبي توت عنخ آمون، وعدد من القطع الأثرية الشهيرة، في مشهد وصفه رواد مواقع التواصل بأنه بداية أسطورية لافتتاح المتحف المصري الكبير.

ونشر حساب العاصمة الإدارية الجديدة على منصة «فيسبوك» مجموعة صور وثقت المشهد وكتب: «هناك عظمة تحدث الآن فوق سماء الأهرامات، بروفة لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير».

المتحف المصري الكبير يروي حضارة مصر

يقع المتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، على مساحة تتجاوز 480 ألف متر مربع، ليكون أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة من التاريخ المصري القديم، من بينها المجموعة الكاملة لكنز الملك توت عنخ آمون.

ويعتمد تصميم المتحف على الدمج بين روح العمارة الفرعونية القديمة والتقنيات الحديثة في العرض، والإضاءة، ليمنح الزائر تجربة بصرية وتفاعلية غير مسبوقة تعكس عبقرية الحضارة المصرية.

افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور قادة وملوك العالم

كنوز توت عنخ آمون تتألق من جديد

من أبرز ما يميز الافتتاح المنتظر عرض المجموعة الكاملة لكنز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، والتي تضم أكثر من 5600 قطعة أثرية، تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد. وتشمل المقتنيات قناع الدفن الذهبي الشهير والعجلات الحربية والأواني الملكية والتماثيل المذهبة.

ويُنتظر أن تصبح قاعة الملك الذهبي داخل المتحف واحدة من أهم القاعات الأثرية في العالم، إذ تستخدم أحدث تقنيات العرض الرقمي والإضاءة لإحياء تفاصيل المقبرة الأسطورية كما اكتشفها علماء الآثار قبل أكثر من قرن.

من فكرة في 1992 إلى افتتاح أسطوري 2025

في عام 2002، تلقت المعمارية الأيرلندية رويشين هينيغان مكالمة غيّرت مسار حياتها.

فقد أُبلغت بأن شركتها الصغيرة المكوّنة من أربعة أشخاص فازت بتصميم أحد أكبر المتاحف في العالم.

ظنّت في البداية أن الأمر مزحة، فاتصلت بالجهة الرسمية لتتأكد من أن الخبر حقيقي.

قالت هينيغان، في مقابلة وقتها وكانت تدير مكتبها Heneghan Peng Architects مع زوجها شيه-فو بنغ: «لم أصدق في البداية..وضعت الهاتف وقلت: أعتقد أننا فزنا فعلاً».

تعليق عابر أشعل الحلم

قبل نحو 33 عاماً، وتحديداً عام 1992، ولدت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير من تعليق عابر أثناء حوار جمع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني مع عدد من المثقفين.

كان المتحف المصري القديم في ميدان التحرير آنذاك يعاني ضيق المساحة، وأصبح أقرب إلى مخزن مكتظ بالآثار، غير قادر على استيعاب التماثيل الضخمة أو توفير تجربة عرض تليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة.

طرح الوزير فاروق حسني الفكرة على الرئيس الراحل حسني مبارك، الذي أبدى حماسه للمشروع ومنحها الضوء الأخضر لتبدأ رحلة بناء واحد من أكبر المتاحف في العالم.

تعاون مصري - إيطالي لتأسيس الرؤية الأولى

في عام 1993، وجهت وزارة الثقافة المصرية دعوة إلى الجانب الإيطالي للمشاركة في المشروع، وشُكّلت لجنة مشتركة مصرية – إيطالية وضعت الخطوط العريضة للفكرة.

أتمّ الخبراء الإيطاليون بعد سنوات قليلة، إعداد دراسة جدوى شاملة للمتحف في ثمانية مجلدات ضخمة، أرست الأساس العلمي والتنظيمي للمشروع.

مسابقة عالمية لتصميم المتحف

أطلقت الحكومة المصرية في عام 2002 مسابقة تصميم دولية لإنشاء المتحف المصري الكبير، وتم تخطيطه ليكون بمثابة مجمع ضخم يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة.

وقد تم اختيار مكتب إيرلندي صغير من بين 1,556 مشاركة من مختلف أنحاء العالم لتصميم المتحف.

2006: أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط

أنشأت مصر في 2006 أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط، خصصته لصون وتجهيز القطع الأثرية التي ستُعرض داخل المتحف.

وافتُتح هذا المركز رسمياً عام 2010، ليصبح القلب العلمي النابض للمشروع، ورافداً أساسياً في حفظ كنوز مصر القديمة.

المرحلة الثالثة 2012: بناء المتحف الرئيسي

أطلقت مصر في عام 2012 المرحلة الثالثة من المشروع، والتي تضمنت بناء المبنى الرئيسي الذي يضم:

قاعات العرض الكبرى

المسارح والقاعات الثقافية

معامل التعليم والتدريب

مختبرات الترميم المتطورة

بنية تحتية حديثة لتقنيات المعلومات والاتصالات

هذه المرحلة مثّلت النقلة النوعية التي جعلت المشروع أقرب إلى الواقع بعد سنوات من التخطيط.

2016: تدخل القوات المسلحة لتسريع الإنجاز

في عام 2016، قررت الحكومة المصرية إنشاء هيئة عامة مستقلة للمتحف المصري الكبير، وأسندت مهمة الإشراف على التنفيذ إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

هذا القرار أسهم في تسريع وتيرة الإنجاز خلال السنوات التالية، ليقترب المشروع من خط النهاية بعد عقود من العمل المتواصل.

رحلة 20 عاماً وكلفة تتجاوز المليار دولار

استغرق تحقيق الحلم أكثر من عشرين عاماً، وقفزت التكلفة إلى ما يزيد على مليار دولار.

لكن أخيراً، وبعد تأجيلات وتعثرات لا تُحصى، افتتحت مصر تحفتها المعمارية رسمياً، في حدث اعتبرته الدولة ذا أهمية وطنية لدرجة أنها أعلنت عطلة رسمية بمناسبة الافتتاح.

تحديات سياسية وزمنية كادت توقف المشروع

منذ الإعلان الأول عن المشروع عام 1992، صمدت خططه أمام ثورة يناير 2011 وثورة 30 يونيو عام 2013، وحتى أمام جائحة كوفيد-19 التي أرجأت موعد الافتتاح مراراً.

ورغم أن مؤسسات دولية أدرجت المشروع عام 2017 ضمن قائمة «أكثر المباني المنتظرة في العالم»، إلا أن استكماله لم يتم إلا اليوم، بعد رحلة طويلة من الصبر.

من التحرير إلى الجيزة.. رحلة الآثار القديمة

نُقلت آلاف القطع من المتحف المصري القديم بوسط العاصمة، الذي ظلّ مزدحماً لعقود، إلى المتحف الجديد الواسع عبر موكب مهيب.

كما أُضيفت قطع حديثة الاكتشاف تم استخراجها من مقابر سقارة، الواقعة على بُعد 14 ميلاً جنوب الجيزة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق