رغم وعود الشركات الكبرى بأن الذكاء الاصطناعي سيجعل حياتنا أكثر راحة وأماناً، إلا أن الواقع يكشف أحياناً جانباً آخر أكثر طرافة..وربما إزعاجاً.
قررت غوغل أن تجعل هذا الذكاء جزءاً من المنازل عبر دمج نموذجها المتقدم (جيمني) Gemini مع أجهزة Nest المنزلية الذكية، لتولد خدمة جديدة تُدعى Gemini for Home.
وبينما يُفترض أن تراقب كاميرات غوغل الذكية المنزل بدقة متناهية وتُصدر تقارير يومية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، قد تتحول التجربة أحياناً إلى مشاهد من فيلم خيال علمي..أو حتى إلى لحظات عبثية يصعب تصديقها.
اشتراك مدفوع مقابل ذكاء اصطناعي «منزلي»
الخدمة ليست مجانية، حيث تقدمها غوغل ضمن خطة مدفوعة بقيمة 20 دولاراً شهرياً، تشمل تخزين مقاطع الفيديو لمدة 60 يوماً وتحليلها بواسطة Gemini لإنتاج تقارير يومية وتنبيهات مفصلة.
وبحسب غوغل، لا يتم إرسال جميع المقاطع إلى Gemini، بل فقط المقاطع التي تحتوي على أحداث، وذلك لتقليل استهلاك موارد الحوسبة.
بعدها يقوم الذكاء الاصطناعي بتلخيص اليوم في تقرير يسمى «Daily Brief» يتضمن الأشخاص الذين دخلوا وخرجوا من المنزل، وتسليم الطرود، وغيرها من التفاصيل.
ذكاء بصري فقط..لا صوت ولا حوار
ورغم الإمكانات الكبيرة، إلا أن Gemini الحالي ليس متعدد الوسائط، أي أنه لا يحلل الصوت المسجل في مقاطع الفيديو.
فهو يقرأ الصورة فقط، دون دمج الأصوات أو الحوارات، وهو ما تقول غوغل إنه خطوة لحماية خصوصية المستخدمين ومنع إعادة إنتاج محادثاتهم الشخصية ضمن التقارير.
«ظهر غزال في غرفة العائلة»..عندما يخطئ الذكاء الاصطناعي
لكن الذكاء الاصطناعي لا يخلو من الهفوات، حيث يروي الكاتب الأمريكي ريان ويتوام تجربته المدهشة مع Gemini Home قائلاً إن التقرير اليومي أبلغه أن «غزالا دخل غرفة العائلة بشكل غير متوقع».
الصدمة؟ لم يكن هناك غزال على الإطلاق، بل كان أحد كلابه.
وقد خلط الذكاء الاصطناعي بين الكلب والغزال مراراً، وأصرّ أحياناً على وجود حيوانات برية في المنزل، بحسب موقع Ars Technica.
ورغم أن الموقف طريف، إلا أنه يكشف ضعفاً جوهرياً في «المنطق البشري» لدى Gemini، الذي لا يستطيع ربط الأحداث أو استخدام الحس العام كما يفعل الإنسان.
عندما يتحول الخطأ إلى إنذار اقتحام مزعج
الأمر يصبح أقل طرافة عندما يخبرك Gemini أن شخصاً غريباً في غرفة المعيشة بينما لا يوجد أحد.
أثارت هذه التنبيهات الخاطئة القلق، وجعلت المستخدمين يراجعون الكاميرات ليتأكدوا من أن منازلهم لم تتعرض لاقتحام.
وفي النهاية، يتضح أن «الزائر المريب» لم يكن سوى ظل أو انعكاس ضوء.
ورغم أن غوغل توضح أن هذه الأخطاء تحدث بسبب التفاصيل البصرية غير الواضحة في المقاطع، إلا أن تكرارها قد يجعل المستخدمين يفقدون الثقة في النظام.
يرفض الاعتراف بخطئه
في بعض الحالات، حتى بعد تنبيه Gemini بخطئه، يظل النظام متمسكاً بتحليله.
وعندما فشل في التعرف إلى مقطع تسليم طرد، أصرّ على أنه لم يكن هناك أي تسليم، رغم ظهور العامل بوضوح في الفيديو.
أكدت غوغل أن المستخدمين يمكنهم تدريب النظام جزئياً عبر تصحيح الأخطاء يدوياً، لكن يبقى Gemini عاجزاً عن الفهم الحقيقي، فهو لا يتعلم كإنسان بل يعيد توليد الأنماط النصية فحسب.
الذكاء الاصطناعي ما زال يتعلم
قالت غوغل إنها تستثمر بكثافة لتحسين دقة التعرف وتقليل التنبيهات الخاطئة، وتشجع المستخدمين على إضافة تعليمات مخصصة تساعد Gemini على التكيف مع خصوصية كل منزل.
ورغم أن التجربة تتحسن تدريجياً بعد التعديلات، إلا أن النظام لا يزال يرى أحياناً «أشخاصاً في غرف خالية».















0 تعليق