اتفاقية "هيوماين" كنافذة جديدة لتعليم أبنائنا واستعدادهم لعالم الغد

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتفاقية "هيوماين" كنافذة جديدة لتعليم أبنائنا واستعدادهم لعالم الغد, اليوم الأحد 25 مايو 2025 10:25 مساءً

أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن خطوة ضخمة وغير مسبوقة في مسيرة التحول الرقمي للمملكة، بإطلاق شركة هيوماين (Humain) تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، لتكون قوة محركة لتغيير المعادلة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة ليست مجرد استثمار اقتصادي، بل هي إعلان واضح عن أن المستقبل يبدأ الآن، وأن المملكة مصممة على أن تكون لاعبا رئيسيا في صناعة الذكاء الاصطناعي عالميا. فماذا تعني هذه الاتفاقية لمستقبل أبنائنا؟ إنها تعني أن المستقبل الذي كان يوما بعيدا أصبح أقرب مما نظن. وأن أطفال اليوم لن يكونوا فقط مستخدمين للتقنية، بل صانعون لها. إن الأجيال القادمة ستنشأ في بيئة تصنع فيها البيانات، وتبنى فيها الحلول، وتتشكل فيها الأفكار لتقود العالم. الاتفاقية مع شركات عالمية، واستثمار مليارات الدولارات، وإنشاء مراكز بيانات ذكية في قلب المملكة، تعني أننا بصدد تحول جذري في التعليم، وفي سوق العمل، وفي فرص الابتكار.

السؤال الحقيقي اليوم كيف نوجه أبناءنا وطلابنا في المدارس والجامعات للاستفادة من هذا التحول؟ بات من الضرورة بناء ثقافة التعلم المستمر. حيث إن التعليم الذاتي أصبح مهارة أساسية للحياة وأن التعلم لا يتوقف، كذلك المهارات التي يتعلمونها اليوم قد لا تكفي للغد، لذا عليهم أن يكونوا دائما في حالة بحث وتجديد. ومن الضرورة العمل بشكل دؤوب على تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي وأدواته؛ لنفتح أمامهم آفاقا لفهم عميق ودقيق في ماذا يعني الذكاء الاصطناعي، وكيف يعمل، وكيف يمكنهم أن يكونوا جزءا من صناعته، وذلك من خلال تمكين المدارس، إدخال مفاهيم البرمجة، تحليل البيانات، والتفكير المنطقي، والابتكار كمقررات أساسية، وليس كخيارات إضافية. كما أن التركيز على المهارات الإنسانية التي لا تستطيع الآلات تعويضها مثل الإبداع، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، والقيادة، والجدل العلمي، والكتابة العلمية والتأملية، فبينما تتقدم الآلات، ستبقى هذه المهارات هي التي تميز الإنسان وتجعله قادرا على توظيف التقنية لصالحه. بالإضافة لدور التوجيه الطلابي والأنشطة في مساعدة أبنائنا لاستكشاف الفرص الجديدة. كما نساعدهم في أن يدركوا أن مجالات المستقبل ليست فقط الطب والهندسة، بل هناك علوم البيانات، تطوير الخوارزميات، الأمن السيبراني، الابتكار الاجتماعي، والاقتصاد الرقمي، والتكن من الإدارة والقيادة بذكاء. وذلك يعني غرس الطموح الوطني في قلوبهم، حيث يقع على عاتقهم فهم أن هذه المشاريع ليست مجرد استثمارات مالية، بل هي لبنة في بناء وطن قوي يقود المستقبل، وأن لهم دورا في هذا البناء.

اتفاقية هيوماين هي أكثر من مجرد إعلان، هي دعوة لنا جميعا كأولياء أمور، ومعلمين، وصناع قرار، وممارسين في مجال التعليم والتدريب وتطوير القدرات، وأن نعيد النظر في كيفية إعداد أبنائنا لعالم الغد. المستقبل قادم بسرعة، والأبواب تفتح الآن... فلنحرص على أن نمسك بأيديهم، ونقول لهم (أنتم المستقبل... فلتكونوا مستعدين).

أخبار ذات صلة

0 تعليق