نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الخير في معطف الشر, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 01:48 صباحاً
لا ينبغي أن تمر الأحداث، أيا كانت، دون استثمار فعال يحقق أقصى حالات المنفعة بحكم تعظيم مكاسب الخبرة وعلو شأن التجربة، والأهمية البالغة للاستعداد القادر وفق المعطيات والوقائع على تعزيز ردود فعل صحيحة حيال المتشابهات، مما يدفع المخاطر ويفضي لتحسين مستوى التصرف، ويحقق الأمان، ويبسط الطمأنينة على الأصعدة كافة، بما في ذلك مسيرة الحياة للفرد والجماعة على حد سواء. فلا شيء يعدل الحصافة القائمة على النوايا الصادقة المستندة إلى صخرة الإيمان والوعي والعلم والثقة المطلقة المبنية على الإيثار والتأثير وتعزيز التنمية، وفق المشهود للسلوك السعودي النبيل، حيث كانت وما زالت القدرة السعودية علامة بارزة جنبت المنطقة مزالق الفوضى كما فعلت بالأمس وتفعل اليوم وستفعل غدا.
لا يوجد نزيه عاقل ينكر دور الرياض المحوري في تثبيت الاستقرار ونشر التنمية وإعلاء قيمة الإنسان، بل والذهاب إلى تحقيق الرقي وجودة الحياة في منطقة مستهدفة تموج سخونة، حتى باتت هذه المنطقة دون سواها نموذجا عالميا يُقتدى، وأملا قائما لشعوب العالم المتطلعة لحياة آمنة ومستقرة تلبي حق الأجيال في الاستمتاع بالأمن والرخاء، لتصبح السعودية وجهة براقة للإقامة الهانئة، وتتصدر دول العالم في مستوى السعادة، حتى بلغ الأمر ندرة العائدين وتزايد أعداد القادمين مقارنة بدول شتى.
بالأمس كانت سماء السعودية ملاذا آمنا لعابري الأجواء في أعقاب تقييد حركة الطيران وإغلاق أجواء جميع دول المنطقة إبان التراشق الصاروخي بين طهران وتل أبيب، وتلك مؤشرات ذات دلالة واضحة على رسوخ الاستقرار وصلابة الثقة، وحالة مشرفة لعُرف مفعم بيقين فسر النموذج السعودي المنهجي الثابت مستحضرا عدم تقييد أو اختزال أو مصادرة الحريات إبان عزم الرياض على استعادة الكويت، فالحياة كانت تسير بطبيعتها بحكم الإيمان وسيادة الثقة بالقدرات والإمكانات الواقية، والثبات الأمني لم يتعرض لأي نوع من الاهتزاز، ولم يتم السعي لفرض أي شروط أمنية معيقة، رغم اشتعال معارك التحرير، والحالة تكررت في أحداث مماثلة قديمة وجديدة، خاصة أن أقل ما يمكن حدوثه في كثير من دول العالم بحالات أقل خطرا هو فرض قسري لحظر التجول، لكن هذا لم يحدث إلا خلال جائحة كورونا مصحوبا بخدمات نوعية فاخرة حافظت على حياة الإنسان وكانت ولا تزال حديث القاصي والداني، أسفرت عشقا عظيما لثرى وطن تجاوزت خيراته الحدود. مضافا إلى كل هذا جدوى مخرجات السياسة الحكيمة التي تعمل على تجنيب المنطقة ويلات عدم الاستقرار، وهو الأمر المعزز لحجم ومستوى الترابط والانسجام بين السعوديين والسعوديات، المبرهن من جديد على قوة التلاحم الفريد بين الشعب والقيادة.
كل الأحداث المؤلمة، رغم ضخامتها، تعزز مأثورة أسلافنا «الخير في معطف الشر» وتتمخض عادة عن فوائد جمة، لعل من بينها الأهمية القصوى للحذر من استغلال اللطف والنبل والإيثار، بما قد يؤدي لتكاثر المتربصين ناكري الجميل من جملة الحاقدين الحسدة، فقد ثبت أن صحاف صدام ومذيع عبد الناصر لا يزالان نموذجين لعشاق الشعارات وكثير من المنظمات المستثمرة في بيئة الجهل والتخلف، كما ثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي أكثر قدرة على كشف مزاعم النصر الوهمي بحكم الوعي المتنامي. كما أصبح واضحا أن السيطرة الجوية والدفاعات المتقدمة والعناية المتصاعدة لصيانة الداخل من الاختراقات الناجمة عن تزايد العمالة هي مسألة في غاية الأهمية. كما ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأحداث تكشف دوما عن مستوى عشق السعوديين والسعوديات لثرى وطن معطاء يتربع في قلوب الصغار والكبار على حد سواء، مثلما كشفت عن أن أعداء السعودية يتساقطون الواحد تلو الآخر.
m_a_johani@
0 تعليق