نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل ترفع الجهوزية في الشمال بعد اغتيال الطباطبائي وتهدد حزب الله بـ"جولة إضعاف", اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025 12:08 مساءً
يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لما يصفه بـ "جولة إضعاف" حزب الله، عبر تكثيف الهجمات التي تستهدف قدراته العسكرية ومحاولات إعادة تأهيله. وأفادت إذاعة الجيش بأن القيادة العسكرية قررت تعزيز منظومة الدفاع الجوي في شمال إسرائيل ورفع مستوى الجهوزية إلى حدّ غير مسبوق، استنادًا إلى تقييمات أمنية تشير إلى احتمال تصاعد المواجهة.
ووفق الإذاعة، خلصت تقديرات المختصين إلى وجود عدة سيناريوهات محتملة لرد حزب الله على التطورات الأخيرة، من بينها إطلاق رشقات صاروخية باتجاه العمق الإسرائيلي، أو تنفيذ محاولة تسلل داخل إسرائيل أو نحو مواقع للجيش داخل الأراضي اللبنانية. كما تشمل السيناريوهات احتمال قيام الحوثيين بتنفيذ عملية ضد إسرائيل، نظرًا للعلاقة الوثيقة بين القيادي الراحل في حزب الله هيثم الطباطبائي والحوثيين.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني إسرائيلي إن من الممكن إضعاف حزب الله بصورة كبيرة تمتد آثارها لسنوات، وذلك من خلال قتال يستمر لأيام فقط. وأضاف أن الحكومة اللبنانية لن تتولى مهمة إضعاف الحزب، وأن إسرائيل لن تنتظر أكثر، مشددًا على ضرورة تنفيذ "جولة الإضعاف" قبل نهاية العام لمنع الحزب من مباغتة تل أبيب في توقيت يختاره هو.
من جهته، اتهم المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران بتمويل عملية إعادة تسليح حزب الله بمبالغ ضخمة، محذرًا من أن الحزب "غير جاد" في أي تفاوض يتعلق بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية. وشدد على أن طهران تمتلك القدرة المالية الكاملة لتزويد أذرعها في المنطقة بالأسلحة.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفرت عن اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله هيثم علي الطباطبائي، إلى جانب أربعة من عناصر الحزب، وفق ما أكده بيان رسمي صادر عن حزب الله. وقالت السلطات اللبنانية إن الغارة أدت إلى سقوط خمسة شهداء وجرحى آخرين، في خامس ضربة من نوعها منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار قبل عام.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية كانت "دقيقة وناجحة"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قوته العسكرية تحت أي ظرف، وأنه ينتظر من الحكومة اللبنانية الالتزام بتعهدها بنزع سلاح الحزب.
وفي المقابل، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الهجمات الإسرائيلية التي تتواصل رغم وقف إطلاق النار المعلن في نوفمبر 2024. وجدد موقفه الداعي إلى حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الرسمية لاحتفاظ إسرائيل بخمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان خلافًا لبنود الاتفاق.
وشكّلت عملية اغتيال الطباطبائي صدمة واسعة، إذ تعد الأولى التي تستهدف الضاحية الجنوبية منذ الخامس من يونيو. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارة الإسرائيلية نُفّذت بإطلاق ثلاثة صواريخ على المبنى المستهدف. كما تواصل إسرائيل شن غارات وهجمات على مناطق مختلفة في لبنان بذريعة استهداف بنى تحتية للحزب ومستودعات أسلحة وقادة ميدانيين.
ويُعد الطباطبائي، الذي أدرجته الولايات المتحدة سابقًا على قائمة "الإرهاب"، من أبرز القادة الأمنيين والعسكريين في حزب الله، وكان يشرف على الملف اليمني داخل الحزب، بحسب مصادر مقربة منه. كما شغل أدوارًا بارزة في سوريا، حيث دعم قوات الرئيس المخلوع بشار الأسد قبل سقوطه في نهاية عام 2024.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية، على انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية، غير أن الحزب رفض مرارًا تسليم سلاحه، واصفًا قرار الحكومة اللبنانية بنزع السلاح بأنه "خطيئة"، بينما تشير بيانات وزارة الصحة اللبنانية إلى استشهاد أكثر من 331 شخصًا وإصابة 945 آخرين في ضربات إسرائيلية منذ بدء العمل بالاتفاق.
في موازاة ذلك، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التقديرات الأمنية تحصر خيارات رد حزب الله بين إطلاق صواريخ كثيفة على إسرائيل، أو شن عمليات تسلل، أو تنفيذ الحوثيين هجومًا بالنيابة عنه، أو حتى الامتناع عن الرد. وأشارت إلى أن إسرائيل تستعد لهذه الخيارات كافة، وسط مخاوف من أن أي رد قد يفتح الباب أمام مواجهة واسعة.
وأعيد تسليط الضوء على التوتر المتصاعد قبل أيام من زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان المقررة في الثلاثين من نوفمبر، وسط حديث متزايد عن هشاشة وقف إطلاق النار واحتمال انزلاق الأوضاع نحو جولة جديدة من التصعيد.















0 تعليق