سلّط الإعلامي أسامة كمال، عبر برنامجه «مساء dmc» المذاع على قناة DMC، الضوء على تطورات لافتة تتعلق بالوضع النفسي لجنود الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا أن ما يجري داخل المؤسسة العسكرية يعكس أزمة عميقة تتجاوز حدود الميدان العسكري، وتمتد إلى البنية النفسية والمعنوية للجنود، في ظل تصاعد الأحداث والضغوط المتلاحقة.
اعترافات قيادات عسكرية
وأوضح كمال أن اعترافات صدرت في الفترة الأخيرة عن قيادات عسكرية إسرائيلية، وعلى رأسها رئيس أركان الجيش، كشفت عن تنامٍ واضح في مشكلات الصحة النفسية بين الجنود. هذه التصريحات، التي جاءت بشكل غير معتاد من مؤسسة عسكرية لطالما حاولت إظهار صورة الصلابة والقوة، تشير إلى حجم الإرهاق النفسي والتوتر المستمر الذي يعيشه الجنود نتيجة طول أمد المواجهات وتشعب ساحات الصراع.
وأشار إلى أن القيادة العسكرية باتت تدرس إجراءات غير تقليدية للتعامل مع هذا الوضع، من بينها توفير جلسات دعم نفسي وعلاج متخصص، في محاولة لاحتواء التداعيات المتزايدة للأزمة. واعتبر كمال أن مجرد التفكير في هذه الخطوات يعكس إدراكًا متأخرًا لخطورة التأثيرات النفسية للحرب، خاصة في ظل استمرار حالة الاستنفار والقلق والخوف من المجهول.
وتوقف الإعلامي عند الأرقام المتداولة بشأن ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الجنود، مؤكدًا أن هذه المؤشرات، إن صحت، تمثل جرس إنذار حقيقي حول تدهور الروح المعنوية وفقدان الإحساس بالجدوى لدى عدد من الأفراد داخل الجيش. وأضاف أن الضغوط اليومية، والمشاهد العنيفة، وحالة الاستنزاف المستمرة، تترك آثارًا عميقة يصعب تجاوزها حتى على الجنود الأكثر تدريبًا.
تغير ملحوظ في الخطاب السياسي والإعلامي الدولي
وفي سياق متصل، لفت كمال إلى أن هذه التطورات تزامنت مع تغير ملحوظ في الخطاب السياسي والإعلامي الدولي تجاه ما يجري في المنطقة. فبعد سنوات من تبني رواية واحدة، بدأت بعض الأصوات في الإعلام العالمي تعكس صورة أكثر تعقيدًا للوضع، متناولة التكلفة الإنسانية والنفسية للصراع، ليس فقط على المدنيين، بل أيضًا على الجنود المشاركين فيه.
واختتم كمال حديثه بالتأكيد على أن الأزمات النفسية داخل الجيوش غالبًا ما تكون مؤشرًا على اختلالات أعمق، مشددًا على أن تجاهل هذه الجوانب قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المدى الطويل، سواء على مستوى الأداء العسكري أو الاستقرار الداخلي للمؤسسة نفسها.
0 تعليق