«سرق عمرى وفلوسى وقال لى مالكيش حاجة عندى؛ أنا آمنته على كل حاجة وهو خان الأمانة».. خرجت الكلمات من فم تملأه المرارة ممزوج ببكاء وحسرة، بعد أن مرت «جيلان عوض»، صاحبة الـ35 عاماً، بتجربة زواج جعلتها تحمل هَمّ السنين، وهى تريد استعادة أى شىء من حقها استباحه زوجها، بعد أن نصب عليها فى مشاعرها وأموالها بعد 12 عاماً من الزواج، على حد تعبيرها، فكيف خدعها الزوج واستولى على 9 ملايين جنيه منها؟

سيدة أنيقة تقف أمام قاعة المحكمة، ترتدى نظارة سوداء تخفى نصف وجهها الحزين، وتناظر المارة فى هدوء، يبدو على ملامحها الإرهاق، تواسى النساء اللاتى يقفن إلى جوارها، وتصبّرهن على مصائبهن، بالرغم من جرحها العميق، وباقتراب «الوطن» منها روت قصتها، قبل أن يخرج الحاجب وينادى على رقم دعوى الطلاق للضرر التى أقامتها لتطالب باسترداد حقوقها فى منزل الزوجية الذى بنته من أموالها وكل قرش صرفته لإتمام الزيجة، لكن مصيبتها لم تكُمن فى ذلك فقط، على حد تعبيرها.

بعد مرور 10 سنوات على زواجهما، بدأ الزوج فى إقناعها بأن تترك له إدارة مشروعها حتى تتفرغ للمنزل وطفليهما، وأقنعها بذلك وأنه سيساعدها فى الإدارة فقط، وبصوت اختلط بنبرة البكاء رجعت «جيلان» بذاكرتها للوراء قائلة: «سنين مأمناه على نفسى، وبقيت أصرف على البيت من فلوسى، وأنا اللى متكفلة بكل مصاريف ولادنا، وما فكرتش فى مرة أسأله مرتبه بيروح فين، وبعد ما مسك المشروع ما بقتش أسال كسب قد إيه ولا خسر ليه!».

«والدى كان بيشتغل فى الأثاث.. وأنا البنت الوحيدة وليّا أخين وبعد ما دخلت كلية الهندسة، قررت أساعد والدى فى التصميمات وبقى ليا شغل لوحدى، وبعد وفاة والدى أقنعنى زوجى إنى أعزل عن شغل إخواتى الولاد، وفعلاً قدر يقنعنى وفتحت معرض، اللى جوزى نصب عليا فيه، وسِبته هو يدير كل حاجة، لدرجة إنه حصلت مشاكل مع إخواتى لأنهم لاحظوا إنه بدأ يستولى على كل شىء ويشارك ناس سمعتها وحشة فى السوق، لكنى كنت بكذبهم»، على حد روايتها.

درات الأيام واكتشفت «جيلان» صدق حديث شقيقيها، بعد أن اكتشفت شراء زوجها لسيارة فارهة تخطى سعرها 2٫5 مليون جنيه، وبعد أن سألته عن مصدر الأموال؛ تشاجر معها، وبعد شهر طلب منها توكيلاً عاماً منها لكنها رفضت، وبدأ يقنعها بأن المعرض يخسر وأنهم بعد 6 أشهر سيفلسون، فصدقته؛ لكنها اكتشفت من ابن شقيقها الأكبر خداعه، الذى أرشدها إلى مستندات أثبتت لها أنه استولى على 9 ملايين جنيه من مالها الخاص، وبالحديث معه اكتشفت نصبه عليها، وطلبت أن يرد لها أموالها، فرفض وهددها بتركها «ناشز»، وهو ما دفعها لطلب الطلاق ولجأت لمحكمة الأسرة بالقاهرة، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 20130 وستلاحقه بدعوى تعويض.