في ذكرى وفاة طه حسين.. الصحافة سلاح عميد الأدب العربي لتشكيل الوعي

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في ذكرى وفاة طه حسين.. الصحافة سلاح عميد الأدب العربي لتشكيل الوعي, اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024 02:40 مساءً

لم يكن طه حسين مجرد أديب، بل كان مفكرًا استخدم قلمه كسلاح لتغيير المجتمع، ومن أهم أدواته في هذا الصراع كان الصحافة، إذ رأى طه حسين -الذي تحل ذكرى وفاته اليوم- في الصحافة منصةً مثالية لنشر أفكاره وتوجيه النقد البناء للمجتمع، فمن خلال مقالاته الجريئة، تناول قضايا شائكة مثل إصلاح التعليم، وتحرير المرأة، والعدالة الاجتماعية، ولم يتردد في انتقاد التقاليد الجامدة.

كان للصحافة أهمية كبيرة في بروز اسم طه حسين وتشكيل جزءا حيويا من مسيرته الفكرية والإبداعية، إذ بدأ حياته الصحفية في عشرينيات القرن الماضي، حينما انضم إلى تحرير جريدة «السياسة»، إذ كان يُحرر قسم الأدب، وسرعان ما ذاع صيته ككاتب له أسلوب فريد ورؤية نقدية عميقة.

استعمال حسين الصحافة كمنبر 

عمل طه حسين على استعمال الصحافة كوسيلة لنقل أفكاره التحررية والتنويرية إلى الجمهور العريض، وذلك من خلال مقالاته في الصحف والمجلات، وطرح قضايا جريئة ولم تكن رائجة في ذلك الوقت، مثل ضرورة إصلاح التعليم، وتحرير المرأة، وقضايا العدالة الاجتماعية، فظهر من خلال هذه المواضيع أنه لم يكن يخشى توجيه النقد للحكومة أو التقاليد الاجتماعية، مما جعله عرضة للجدل والهجوم من بعض الأطراف، لكن لم يكن هذا عائقا مسيرته.

كما ساهمت الصحافة أيضًا في بروز طه حسين كناقد أدبي، إذ نشر العديد من مقالاته النقدية، التي تناولت أعمال أدباء عرب وغربيين، مكرسًا أسلوبًا نقديًا غير مألوف آنذاك، مما أثر هذا النشاط على تطور النقد الأدبي في العالم العربي وأسهم في ظهور تيارات فكرية وأدبية جديدة.

علاقة طه حسين بالصحافة 

لم تتوقف علاقة طه حسين بالصحافة عند الكتابة فقط، بل شغل أيضًا مناصب تحريرية في بعض المجلات الثقافية، مثل «الكاتب المصري»، مؤكدًا دور الصحافة كمنبر للتنوير ونشر الثقافة، وعلى ذلك، تعد الصحافة جزءًا لا يتجزأ من إرث طه حسين الفكري والنقدي، ومسارًا ترك فيه بصمته العميقة على الأدب والمجتمع العربي.

وكان لـ طه حسين العديد من المقالات والأعمال التي أثارت جدلاً واسعًا وأثرت في المجتمع المصري والعربي بشكل عميق، لعل من أبرز هذه الأعمال التي فجرت أزمات كبيرة كتاب «في الشعر الجاهلي» (1926)، إذ يُعتبر هذا الكتاب من أبرز الأعمال التي أثارت الجدل حول طه حسين، ففي هذا الكتاب، شكك طه حسين في صحة الشعر الجاهلي، معتبراً أن بعضه ربما قد وُضع بعد الإسلام لأهداف سياسية ودينية، مما أدى إلى موجة غضب واسعة بين المثقفين والأدباء والشيوخ، واعتُبر هجومًا على التراث العربي والإسلامي، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط بل تعرض حسين للمحاكمة بسبب الكتاب، ومن جانبه نفى حسين نيته المساس بالدين، وأعاد صياغة الكتاب لاحقًا تحت عنوان «في الأدب الجاهلي».

إصلاح التعليم وتحرير المرأة 

ومن المقالات التي أحدثت نهضة نوعية في المجتمع المصري، وأثارت غضب بعض الفئات مقالاته حول التعليم، ذ كتب طه حسين مقالات نقدية تدعو إلى إصلاح التعليم في مصر، بما في ذلك مطلبه بضرورة «مجانية التعليم» واعتباره «حقاً كالماء والهواء»، وأثارت هذه المقالات غضب بعض الطبقات الميسورة وأصحاب النفوذ الذين رأوا فيها تحديًا لنظام التعليم التقليدي.

ولا يمكن أن ننسى مقالاته ودعوته لتحرير المرأة، إذ كان كان طه حسين من الداعمين لحقوق المرأة، ودعا من خلال مقالاته إلى تحرير المرأة ومنحها حق التعليم والعمل، وهو ما أثار استياء المحافظين آنذاك الذين رأوا في ذلك تهديداً للبنية التقليدية للمجتمع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق