حصل زوجان متقاعدان في لندن على تعويض قدره 500 ألف جنيه إسترليني وجارهم على 350 ألفاً بعد أن تسبب برج حديث البناء في حرمان شقتيهما من ضوء الشمس، في قضية أثارت جدلاً حول الحق بالضوء في بريطانيا.
وكان ستيفن باول وجينيفر باول، المقيمان في الطابق السادس من مبنى سكني على الضفة الجنوبية لنهر التايمز منذ 20 عاماً، اشتكيا من أن برج «Arbor»، التابع لمشروع Bankside Yards، أدى إلى خفض كبير في الإضاءة الطبيعية داخل شقتهما. وانضم إليهما الجار كيفن كوبر، المقيم في الطابق السابع، في معركة قانونية ضد المطور العقاري «لودجيت هاوس ليمتد».
ورغم مطالبتهم بهدم البرج البالغ قيمته 35 مليون جنيه إسترليني، والذي يعد جزءاً من مشروع تطوير عقاري ضخم بقيمة ملياري جنيه إسترليني، رفضت المحكمة العليا ذلك، معتبرة أن الهدم سيؤدي إلى خسائر تُقدر بنحو 200 مليون جنيه إسترليني. إلا أن القاضي تيموثي فانكورت حكم لصالح الزوجين وجارهما، وأمر الشركة بدفع تعويضات لهم، بعد أن وجد أن البرج حجب عن شققهم كميات كبيرة من الضوء الطبيعي الضروري للاستخدام المريح للغرف.
ودافعت الشركة المطورة عن موقفها، معتبرة أن كمية الضوء المتبقية كانت كافية، مشيرة إلى إمكانية استخدام الإضاءة الاصطناعية عند الحاجة، خاصة في غرف النوم. لكن المحكمة رأت أن بعض الغرف باتت تفتقر إلى الإضاءة اللازمة «للاستخدام العادي والاستمتاع بها»، ما يقلل من جودة الحياة في هذه الوحدات السكنية.
وأكد القاضي أن الشقق لا تزال صالحة للسكن وجذابة، لكنها أصبحت «أقل متعة من حيث الإضاءة»، مشدداً على أهمية الحفاظ على ما يعرف بـ«الحق في الضوء»، وهو حق قانوني يعود إلى عام 1959، ويمنح العقارات التي حظيت بإضاءة مستمرة لـ 20 عاماً الحق في الاعتراض على أي بناء يعوق الضوء عنها.