سلطان وإكستر.. مسيرة عطاء ووفاء

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أحمد سالم البيرق

ليست أي جامعة، وليس المنح اعتيادياً، إنها جامعة إكستر البريطانية العريقة التي بدأت في عام 1855م بصفتها مدرسة للعلوم والآداب وفي عام 1955م قُدِّمَ لها امتياز أن تصبح جامعة، والمنح هو الأول من نوعه على امتداد عمر الجامعة بنيل وسام الرئيس الفخري.
إنه استحقاق لم يأت من فراغ، فعطاءات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لهذه الجامعة تجعلك توقن بأن ما تنعم به الشارقة اليوم ما هو إلا عمل تقوده رؤية أضاء سناها قبل ما يربو على أربعة عقود.
إبريل 2012م بداية معرفتي بالعلاقة التي تربط بين صاحب السمو حاكم الشارقة وجامعة إكستر، شاءت الأقدار لي أن أطلع عن كثب وبشكل أوسع على تلك العلاقة منذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا، وفي المساحة القادمة سأطلعكم على جزء يسير من مسيرة العطاء والوفاء بين سلطان وإكستر.
ففي عام 1985م كان صاحب السمو حاكم الشارقة، قد تخرج من جامعة إكستر لينال بذلك درجة الدكتوراه في «الفلسفة في التاريخ» بتقدير امتياز، وفي عام 1993 حصل منها على درجة الدكتوراه الفخرية.
وفي عام 2001م تكفل صاحب السمو حاكم الشارقة وبشكل كامل بإنشاء معهد الدراسات العربية والإسلامية ليكون واحداً من أهم وأفضل المعاهد المتخصصة في القارة الأوروبية ويمنح الدراجات الدراسية العليا الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس.
كما يرعى صاحب السمو حاكم الشارقة، مجموعة من كراسي الأستاذية التي تدعم الطلبة والباحثين وتدعم الجامعة كذلك من خلال النهوض بالدراسات والبحوث العلمية وهي كرسي الشارقة في دراسات الخليج العربي، وكرسي الشارقة في الثقافة الإنسانية العربية، وكرسي الشارقة في الدراسات الإسلامية.
ويعد صاحب السمو حاكم الشارقة، أحد الأعضاء المؤسسين لتجمع داعمي الجامعة، كما تم تنصيب سموه في عام 2007 بصفته عضواً مؤسساً لاتحاد خريجي الجامعة من أبناء منطقة الخليج العربي، والعاملين فيها.
وفي عام 2012م - الذي قدر لي فيه التعرف إلى العلاقة التي تربط بين سموه والجامعة - أسهم صاحب السمو حاكم الشارقة في ذلك العام بجزء كبير من كلفة إنشاء المبنى الجديد لملتقى الطلبة بجامعة إكستر، والذي كان يخدم حينها ما يقارب من 18 ألف طالب، من أكثر من 130 دولة من أرجاء العالم.
قبل ذلك العام كنت قد تابعت اللقاءات السنوية لخريجي جامعة إكستر في الخليج والتي تحتضنها الشارقة وبرعاية وحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، وفي كل لقاء كان هناك إعلان لإنجاز من إنجازات الجامعة ولم أكن أعي ما سبب الإعلان هنا في الشارقة عن إنجازات جامعة بريطانية، حتى جاء لقاء 2011م وفي كلمة لنائب رئيس الجامعة في ذلك الوقت الدكتور ديفيد آلن قال فيها: «صاحب السمو صديق عزيز للجامعة ودعمه السخي والمتواصل لها خير دليل على تلك الصداقة». هنا وعيت - نوعاً ما - إلى أن العلاقة أكبر من مجرد خريج وجامعة.
ولعل كلمة البروفيسور ستيف سميث مدير جامعة إكستر في عام 2012م التي قال فيها: «إن المساهمات المتكررة التي يقدمها صاحب السمو حاكم الشارقة لجامعة إكستر جعلها واحدة من أهم وأفضل 10 جامعات على مستوى المملكة المتحدة من بين 125 جامعة بريطانية». هنا أدركت تمام الإدراك أن العطاء عظيم والوفاء أعظم.
اليوم وما يربط بين مؤسسات وجامعات إمارة الشارقة وبين جامعة إكستر البريطانية من مشاريع فكرية منهجية وبرامج تعليمية ومراكز بحثية، ما هي إلا نتاج ما خطط له ورسم مساره ووضع قواعده وأساساته بفكر نير ورؤية واضحة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، طوال العقود الأربعة الماضية، وكل ذلك العطاء استحق عليه سموه من الجامعة ذلك الوفاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق