أكدت «هيئة أبوظبي للطفولة المبكّرة» أن اكتئاب ما بعد الولادة حالة حقيقية يمكن علاجها، والدعم متاح للأمهات، ورحلة الأبوة والأمومة مملوءة بالمشاعر المتقلبة.
وأوضحت أن الكثير من الأمهات بعد ولادتهنّ يتعرضن إلى حالات من التوتر والقلق عن صحة أطفالهنّ والطريقة المثلى لرعايتهم. وقد تتطور هذه المشاعر إلى حد السيطرة على مسار أيامهنّ.
مشيرة إلى أن قلق ما بعد الولادة يمكن أن يحدث بمفرده أو مصاحباً لاكتئاب ما بعد الولادة، حيث تراوح الأفكار القلقة بين «هل أخذ طفلي ما يكفيه من الحليب؟» إلى «هل سيختنق طفلي أثناء نومه؟»، ما قد يكون مزعجاً ومخيفاً إذا لم تُفهم أسبابه ولم تُسيطر عليه.
وبيّنت الهيئة أن الأعراض تشمل القلق المفرط والمستمر، الأفكار المتسارعة، الشعور المستمر بأن شيئاً سيئاً سيحدث، اضطرابات النوم والشهية، العصبية، الأعراض الجسدية مثل الخفقان وألم الصدر والصداع والغثيان والدوار، إضافة إلى الشعور بالتعب والإعياء.
قال د. مدحت الصباحي، استشاري الطب النفسي في أبوظبي ل «الخليج»: إن علامات اكتئاب ما بعد الولادة تشمل المزاج الحزين والشعور بالفراغ معظم الوقت، ونوبات بكاء متكررة، وفقد الاهتمام والمتعة في الأنشطة، الشعور بعدم الارتباط مع الطفل، والقلق الشديد والعصبية والإحساس بالذنب، والاضطراب في النوم والشهية، الإرهاق والتعب الشديد، إضافة إلى أفكار بإيذاء النفس أو إيذاء الطفل نفسه.
وأوضح أن الأسباب وعوامل الخطر الرئيسية تتمثل في تغييرات الهرمونات بعد الولادة أو خلل بعض الوظائف مثل الغدد الدرقية، أو وجود تاريخ أسري بالاكتئاب أو القلق، أو الإجهاد الجسدي وحرمان الأم من النوم لوقت طويل، وعدم الدعم الاجتماعي من الزوج، أو مضاعفات الحمل. وأشار إلى أن الدراسات الجديدة أظهرت أن 8% إلى 15% من الآباء الجدد يعانون اكتئاب ما بعد الولادة بعد مرور 6 أشهر، إلا أن الأغلب لا يخضعون للفحص النفسي للزوجين، وأن 15% من النساء في بعض المجتمعات قد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، وأن مدة الاستشفاء قد تصل من ثلاثة إلى ستة أشهر مع العلاج والدعم.وأكدت همسة يونس، المستشارة التربوية، أن من أهم أسباب اكتئاب ما بعد الولادة التغيرات الهرمونية التي تحصل عند المرأة بسبب الحمل. مؤكدة أن هذه التغيرات تسهم في احتمالية إصابة المرأة بالاكتئاب، والعوامل العاطفية والنفسية. وأوضحت أن الحرمان من النوم وعدم انتظامه، وعدم الانتباه لنوعية الطعام الذي يدعم جسم المرأة، ونقص الدم، وعدم وجود تدريب حقيقي لبعض النساء على كيفية التعامل مع الطفل، وغياب الجلسات الإرشادية للتعامل مع الضغوطات التي ستتعرض لها بعد الولادة، جميعها عوامل تزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
«الطفولة المبكّرة» تدعو لطلب المساعدة لمواجهة اكتئاب ما بعد الولادة

«الطفولة المبكّرة» تدعو لطلب المساعدة لمواجهة اكتئاب ما بعد الولادة
0 تعليق