11 تحفة فنية تحاور صحراء الشارقة في «تنوير»

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* الأعمال تجسّد التقاء الفنون والطبيعة والإبداع في المهرجان


تطلّ الدورة الثانية من مهرجان «تنوير» من قلب صحراء مليحة الساحرة، حاملةً معها 11 تحفة فنية ضخمة تتحاور مع رمال الصحراء، لتعيد أراضي المهرجان تشكيل نفسها في معرض فني مفتوح تنبض أعماله بحيوية استثنائية وتغمر الزوّار بحضورها التشكيلي الآسر.


يُعيد «تنوير» في دورته الثانية التي تقام أيام 21 و22و23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إحياء صحراء الشارقة باحتفاء نابض بالفن والموسيقى والتراث، مع فنانين عالميين، وتجارب غامرة، وتجمّعات لا تُفوّت.


يحمل المهرجان لهذا العام شعار «ما تبحث عنه يبحث عنك»، مُستلهماً الحكمة الخالدة للشاعر جلال الدين الرومي من القرن الثالث عشر، والتي تشكل مصدر إلهام موجّه تولت تكييفه وتفسيره مجموعة متنوعة من الفنانين الإماراتيين والدوليين والمقيمين في الإمارات. ومن خلال أعمالهم، يُجسّد الفنانون المهرجان بوصفه رحلة ديناميكية تلتقي فيها الفنون والطبيعة والإبداع.


يتردد صدى كل تركيبة مشاركة بعمق مع جوهر المهرجان المتمثل في التواصل والتأمل والتراث الثقافي. ومعاً، تتجاوز هذه الأعمال التعبير البصري، لتصنع فُسحاً للحوار والتأمل والتجربة الجماعية في تناغم تام مع طبيعة مليحة وآثارها التاريخية.

نقطة تواصل


يستكشف «استوديو هايبيكوزو»، المشروع الفني التعاوني للفنانين سيرج بولو ويويلينا فيليبشوك ومقره لوس أنجلوس، كيف يمكن للهندسة أن تشكّل ليس فقط الأشياء، بل والتجارب أيضاً. أما عملهما الفني «نيكسوس»، فهو بنية ذهبية على شكل خلية نحل مقبّبة، تتكوّن من وحدتين متجاورتين تُكوّنان كهفاً متعدد الأسطح. تمنح أنماط العمل المتشابكة للفرد إحساساً متغيراً بالمكان في الداخل والخارج على السواء. وعند حلول الليل تبعث الإضاءة الحياة في الهيكل ليبدو عابراً وحيّاً في آن واحد.

مساحة للسكينة


الفنان الكوري الجنوبي سيو يونغ دوك، المعروف بمجسمّاته الواقعية جداً وبالحجم الطبيعي سيكون ممثلاً بالمهرجان عبر «تأمل 1554»، التركيب الفني المصنوع بالكامل من سلاسل ملحومة جُمعت من آلات صناعية ودراجات هوائية قديمة. جاءت تسمية المجسّم، وهو رأس رجل يتأمل بعينين مغمضتين، من استخدام 1554 متراً من سلاسل الدراجات الصدئة في صناعته.

دمج


تُبدع الفنانة الهولندية ميلا نوفو المتخصّصة في الألياف، جداريات مصنوعة يدوياً تتداخل فيها الأنسجة المعقودة يدوياً على طريقة «المقرمة» والسجاد. وتحرص ميلا نوفو في أعمالها على الدمج بين تراث شعب المابوتشي في أمريكا الجنوبية والتصاميم المعاصرة، ويعد «همسات الأجداد» أول تراكيبها الفنية واسعة النطاق، ويتكوّن من عشرين لوحة من الألياف المعقودة يدوياً والمعلّقة عمودياً، داعية الحضور للسير بينها إضافة إلى تجربة أرجوحة معلّقة في وسط التركيب.

تجلي من وردة الصحراء


في عمله «همسات الحقيقة» يتأمل الفنان الإماراتي جمعة الحاج رحلة البحث عن الحقيقة عبر تركيب مجسّم مستوحى من علامات الاقتباس. يتألف العمل من ثماني علامات اقتباس ضخمة مقلوبة ومصنوعة من الفولاذ المعتدل، تتجمع معاً لترمز إلى الأفكار التي تتبلور عبر الزمن والتجربة لتصبح مفهوماً متكاملاً.

جهودٌ ثلاثية


استوديو «ون ثيرد» المؤلف من آمنة بن بشر ودُنى ودانية عجلان، شراكة تجمع مصممات ثلاث يكرّسن أعمالهنّ للحفاظ على الثقافة الإماراتية من خلال التصميم. يقدّم عمل الثلاث التركيبي الخارجي «انعكاسات» إعادة تخييل للكِهف بوصفه مرآة للذات. استُلهم العمل من كهوف مليحة القديمة ومن منطقة الفاية الجيولوجية المجاورة والتي أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو هذا العام. ويستحضر هذا العمل الكهوف بوصفها ملاذات أزلية للتأمل واللجوء.

إلهام الجبال


روضة الكتبي، فنانة بصرية إماراتية من أبوظبي، تبدع أعمالها باستخدام مواد عثرت عليها بأماكن مهجورة أتاحت لها استنباط رؤى منها لتبحر في موضوعات الزمن والفقدان والتحول. أما تركيب روضة الكتبي الفني «رواسب الزمن» والمؤلف من 100 كرة تستحضر هيئة قطرات الماء، فهو مُستلهم من جبال صحراء مليحة، التي كانت يوماً قاعاً لبحر قديم.

الشغف


يقدم شابير مير، الفنان الباكستاني متعدد المجالات والنحات والخطّاط، والمقيم في الشارقة، تركيبه الفني الضخم «حديقة الكلمة» الذي يستكشف من خلاله روعة الحروف العربية. يبرز في عمل شابير الحروف المرصوصة على ارتفاعات متباينة، تعلو مثل نباتات تمتد نحو السماء، لتعكس التدفق العضوي للخط العربي، إذ تحاكي تقوّساتها أشكال الطبيعة وجمالها. وفي ذروتها، تشكل الحروف كلمة «شغف»، التي تعكس موضوع المهرجان «ما تبحث عنه يبحث عنك».

إجلالٌ للماضي


تُعيد برانوتي كاراججي، الفنانة الهندية المقيمة في الإمارات، إحياء الذاكرة والتاريخ من خلال الطين. وفي عملها التركيبي «زمن النسيج - رحلة عبر الخرز»، ابتكرت برانوتي كاراججي خمسة أقواس ضخمة يجسّد كل منها حقبة مميزة من تاريخ مليحة. وبينما يسير الزائر، تتحول الأقواس إلى عِقْدٍ حيٍّ يصل بين الحرفيين والمسافرين والحاضر. وعبر عملها الفني، أخذت برانوتي الخرز إلى موطنه في الصحراء، حيث بدأت قصص التجارة والحرف اليدوية.

تجدد وتحوّل


رنيم عروق، فنانة سورية ومصممة ومعمارية مقيمة في الإمارات، معروفة باستكشافاتها الدقيقة للطبيعة والهندسة، تخلق في عملها «عُقَد الشعر: الجلوس مع الرومي»، تركيباً فنياً مستلهماً من بيت للشاعر جلال الدين الرومي: «كن كالشجرة ودَع الأوراق الميتة تسقط». تبرز في العمل قطع خشبية تركيبية من الرمال كأوراقٍ متساقطة في مشهد طبيعي، بعضها متوج بسجاد، فيما نُقشت على أخرى أنماطٌ وزخارف وخطوط تجريدية، أو غُطيت بطبقات من الرمل. يستكشف العمل مفاهيم التحرر والتجدّد والتحوّل من خلال الشكل الشعري والمادة.

رحلة غامرة


من خلال تركيبها الفني «رادي»، تنسج الفنانة تالين هزبر رحلةً استثنائيةً تدمج بين طيّات المادة، وطبقات الزمن، ومسارات الذاكرة، وأعماق المعنى. يسعى العمل إلى إبراز الاكتشافات الأثرية عبر عصور ما قبل التاريخ المتعاقبة: الحجري القديم، والحجري الحديث، والبرونزي، والحديدي، وصولاً إلى الفترة المتأخرة من عصر ما قبل الإسلام.


يقدّم «رادي» للزائر تجربةً غامرةً، ينطلق خلالها في رحلةٍ افتراضيةٍ عبر الحقب والتنقيبات، محاكياً بذلك عملية الكشف المتواصل التي لا تتوقف عن فضّ الأسرار ورفع النقاب عن طبقة تلو الأخرى.

حضور الكثبان


مستلهمةً الخطوط الانسيابية للكثبان الرملية، تقدم المصممة والمعمارية الإيرانية ندى سلمانبور، المقيمة في الإمارات، عملها الفني «نَدّ»، وهو تركيب ضوئي معياريّ يعتمد على منهج بحثي عميق.


عُرض العمل لأول مرة في 2023، ليعاد تصميمه خصيصاً لهذه الدورة من مهرجان «تنوير»، حيث يوجد في جناح أسطواني مظلم وسط الصحراء. تتوهج كل جزئية من العمل بدفءٍ يشبه نَبْضَ الحياة، محاكيةً حركة الرمال وتموجاتها الساحرة.


يُرفع العمل بواسطة هيكل مخفي يعلوه سطح من الرمال، لترتفع المصابيح إلى مستوى الصدر، فتبدو للعيان كقطع أثرية غامضة من المستقبل. ينسج «نَدّ» ببراعة بين الماضي والمستقبل، والذاكرة والإمكانات، لِيَخلُق حضوراً هادئاً وخالداً في قلب المشهد الصحراوي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق