تتصاعد شكاوى مرتادي مطاعم الأكلات الشعبية داخل الأحياء من تراجع مستوى النظافة، وانتشار الذباب والحشرات داخل بعض المواقع، إضافة إلى تدني مستوى النظافة في الجلسات الأرضية التي تُعد عنصرًا أساسيًا في هذا النوع من المطاعم، لما تمثله من طابع تراثي واجتماعي محبّب لدى شريحة واسعة من المستهلكين، حيث تفتقد لتعقيم الفرش والسجاد بشكل دوري، فضلا عن ضعف التهوية، مما قد يسهم في انتشار الروائح الكريهة والحشرات بأنواعها، في تجاهل واضح لمعايير واشتراطات وزارة البلديات والإسكان، في ما يتعلق بمكافحة الحشرات أو التخلص من أي أغذية ملوثة بالآفات.

فترات الذروة

أوضح سلامة عبدالله أحد زبائن المطاعم الشعبية، أن كثيراً من المطاعم الشعبية تعاني من وجود الذباب بشكل ملحوظ أثناء تقديم الطعام مما يثير القلق بشأن سلامة الأغذية، خصوصاً في المطاعم التي تعتمد على تقديم الأطعمة المكشوفة أو الأواني المفتوحة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة يعاني منها الزبائن بخاصة خلال فترات الذروة مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، مؤكداً أن ما يرى بالظاهر ويطلع عليه الزبون أقل كثيراً من المخفي في مطبخ صنع الوجبات، التي لا يطلع عليها الزبون، وطالب البلديات بتشديد الرقابة على المطاعم الشعبية داخل الأحياء، والتي تكثر فيها المخالفات.

روائح وحشرات

في السياق ذاته، أشار منصور الفيفي إلى أن بعض المطاعم تفتقر إلى النظافة في الجلسات الأرضية، إذ يلاحظ انتشار البقع على الأرضيات، وعدم تعقيم الفرش والسجاد بشكل دوري، إلى جانب ضعف التهوية في بعض المواقع، مما قد يسهم في انتشار الروائح والحشرات. ويؤكد أن هذه الجلسات، رغم طابعها الشعبي، يجب ألا تكون مبرراً للتهاون في معايير النظافة والصحة العامة.

جولات تفتيشية

من جهته، أوضح المختص في سلامة الغذاء حمزة طارق، أن انتشار الذباب داخل المطاعم يُعد مؤشراً إلى وجود خلل في إدارة النفايات أو ضعف إجراءات المكافحة، مؤكداً أن الذباب ناقل محتمل للميكروبات والبكتيريا، مما قد يؤدي إلى أخطار صحية حقيقية في حال عدم التعامل معه بطرق وقائية فعالة. وشدد على أهمية تغطية الأطعمة، واستخدام وسائل مكافحة الحشرات، والالتزام بعمليات تنظيف وتعقيم منتظمة، بينما طالب عدد من الزبائن الجهات الرقابية بتكثيف الجولات التفتيشية على مطاعم الأكلات الشعبية، والتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية، خصوصًا في ما يتعلق بنظافة أماكن الجلوس الأرضية، وتطبيق العقوبات بحق المنشآت المخالفة. كما دعوا أصحاب المطاعم إلى تطوير مستوى الخدمة دون المساس بهوية المطعم الشعبية، مؤكدين أن النظافة لا تتعارض مع التراث بل تعززه.

تجربة آمنة

من جهته، أوضح صاحب «مخبازة» في الصفا عبدالله عمر، أن مطاعم الأكلات الشعبية جزء مهم من الثقافة المحلية، إلا أن المحافظة على هذا الإرث تتطلب موازنة حقيقية بين الأصالة والالتزام بمعايير الصحة والسلامة، لضمان تجربة آمنة ومريحة للزبائن، وتعزيز الثقة في هذا القطاع الحيوي.

ويقول صاحب مخبازة شعبية علي حامد، إن الحفاظ على النظافة وجودة المنتج لم يعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها ثقة الزبائن واستمرارية العمل، موضحًا أن بعض المنشآت تتحجج بالطابع الشعبي لتبرير الإهمال، وهو أمر غير مقبول. ويضيف الزبون اليوم واع، ويلاحظ أدق التفاصيل، سواء في نظافة المكان أو في طريقة عرض الطعام، وأي تقصير ينعكس مباشرة على سمعة المحل، ويؤكد أن تجديد الفرش أو صيانة المكان بشكل دوري لا يتطلب بالضرورة تكاليف باهظة، بقدر ما يحتاج إلى تنظيم ومتابعة مستمرة، مشيرًا إلى أن مكافحة الذباب تبدأ من النظافة اليومية، والتخلص السليم من المخلفات، والحرص على إغلاق مصادر الجذب للحشرات. وشدد أيضاً على أن دورات المياه تُعد واجهة للمكان، وأي إهمال فيها يعطي انطباعًا سلبيًا عن مستوى النظافة العام.

وأضاف: نحن كأصحاب مخابز ومطاعم شعبية نتحمل مسؤولية مشتركة أمام المجتمع، فالأكلات الشعبية تمثل جزءاً من تراثنا، والحفاظ عليها يكون بتقديمها في بيئة نظيفة وآمنة تحترم صحة المستهلك قبل أي شيء.

مكافحة الآفات

بدورها، شددت وزارة البلديات والإسكان من خلال لائحة اشتراطات المطاعم في ما يتعلق بمكافحة الحشرات، على ضرورة تركيب أجهزة مكافحة الحشرات والقوارض المصممة لاصطياد الحشرات أو الأجهزة التي تطرد الحشرات ويجب تحديد مواقعها بحيث لا تسقط الحشرات الميتة أو بقاياها في الأغذية أو المعدات، ويجب تنظيف مصائد الحشرات بصفة منتظمة أو عند امتلائها بالحشرات، وكذلك التخلص من أي أغذية ملوثة بالآفات أو بمواد كمياوية تتعلق بمكافحة الآفات، مع تنظيف جميع المناطق المصابة والمحيطة بها والملابس والمعدات وتطهيرها.

واشترطت البلديات والإسكان أيضاً عدم استخدام مبيدات القوارض والحشرات أثناء إنتاج وإعداد الأغذية أو تحضريها، كذلك يجب تغطية جميع الأغذية المكشوفة وحمايتها جيداً وأن يتم تخزين أي كيماويات أو أدوات تستخدم في مكافحة الآفات بصورة آمنة بعيدة عن منطقة المطبخ.

اشتراطات صحية للمطاعم والمطابخ

ـ يجب أن يكون خزان المياه بعيدا عن مصادر التلوث

ـ تزود دورات المياه بمروحة شفط وصندوق طرد

- تصريف الفضلات والمياه بعيدا عن خزانات مياه الشرب

ـ تجهيز غرف التحضير والغسيل والطبخ بأحواض غير قابلة للصدأ

ـ توفير العدد المناسب من الثلاجات لحفظ المواد الغذائية

ـ توافر مراوح الشفط في أماكن التحضير والطبخ وصالات الطعام

ـ تحفظ الأدوات والأطباق والأواني بعد غسلها وتجفيفها داخل خزائن خاصة

ـ يزود المحل بالعدد الكافي من سخانات المياه.

ـ يجب توفر الصواعق الكهربائية للحشرات وبالعدد والحجم المناسبين