قدسية مكة المكرمة مسؤولية جسيمة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قدسية مكة المكرمة مسؤولية جسيمة, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:43 مساءً

ليس خافيا على أحد من المسلمين ما لمكة المكرمة من الحرمة والقدسية والفضل على سائر بلاد الدنيا وبقاع الأرض منذ خلق الله الخليقة وإلى أن يرث الأرض ومن عليها.. فهي خير أرض الله عز وجل وأحبها إليه وإلى رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ومهوى أفئدة المسلمين ومهبط الوحي الأمين ومنطلق رسالة رب العالمين.. يزفها إلى البشرية أشرف النبيين وخاتم المرسلين سيدنا محمد عليه صلوات الله وسلامه وعلى آله وصحبه أجمعين، قال تعالى في محكم التنزيل (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) وعن عبدالله بن عدي ابن الحمراء أنه سمع النبي ﷺ يقول وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي.

ولم تنل أرض على ظهر البسيطة من شرف المكان وسمو المكانة ما نالته هذه البقعة الطاهرة المباركة التي أسماها المولى جلت قدرته بأم القرى - ولم تحظَ بلاد بمثل ما حظيت به مكة المكرمة من البحث والدراسة والتنقيب عن المعالم والمآثر، ورغم ما قيل ويقال وما كتب ويكتب فإن أحدا لم يستطع أن يحيط بعظيم فضلها أو يلم بجميع مآثرها، وما زالت مكة المكرمة على مر الدهور وكر العصور والنور الساطع والعلم الشامخ والقبلة المطهرة التي تتجه إليها بصائر المسلمين وأفئدتهم اينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها.. إليها يتجهون في صلاتهم وإلى رحابها تشد رحالهم وإلى حرمها تهوي أفئدتهم ومشاعرهم، تأتي الآلاف المؤلفة في كل عام لتؤدي شعائر الله حجا وعمرة يبتغون فضله ويرجون رحمته وينهلون من بركاته، قال تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).

إن لمكة المكرمة من الفضائل ما هو أكثر من أن يحصى وأشهر من أن يعرف، فهي البلد الأمين ومهبط الوحي وبها البيت العتيق والحجر الأسود وبها الملتزم والحطيم وزمزم ومقام إبراهيم وبها المشعر الحرام وجبل الرحمة وصعيد عرفات ومنى ومزدلفة وإليها تجبى الثمرات وفيها تستجاب الدعوات وعلى أرضها مولد رسول الأمة ﷺ وملاعب صباه ومدارج رجولته وتلقيه وحي ربه ومنها منطلق رسالته وإشراقة نور الهدى والرحمة يغمر الكون نورا وهداية وأمنا وعدلا.. قال تعالى في كتابه العزيز (وقالوا إن نتبع الهدىٰ معك نتخطف من أرضنا ۚ أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبىٰ إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولٰكن أكثرهم لا يعلمون) وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها، فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: إلا الإذخر) متفق عليه.
وإذ يتعطر حديثنا بطيب مكة وشذا عبيرها، فإنها فرصة مناسبة لنذكر أنفسنا والأخوة الحجاج الكرام ضيوف بيت الله الحرام الذين أنعم الله عليهم بأداء هذه الفريضة وأكرمهم بالقدوم إلى هذه الأرض المباركة، بما لهذا البلد الأمين من الفضل والكرامة والقدسية.. ولنناشدهم التعاون مع ما وفرته حكومة المملكة العربية السعودية من الخدمات المتعددة فيما يحفظ للأرض الطاهرة نظافتها وحسن مظهرها ويجنب شوارعها وطرقاتها وساحاتها وميادينها أي إحداثات تسيء إلى قدسيتها أو لا تليق بالمظهر العام الذي ينبغي أن تكون عليه، ولئن كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقه - كما أخبرنا الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - فإن أقل ما يجب على المسلم أن لا يكون مصدرا لهذا الأذى، خاصة في طرقات البلد الحرام الذي يتضاعف فيه الأجر وتعظم المثوبة، ولا نستثني من ذلك أراضي المشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة، فجميعها أراض طاهرة مقدسة ومنازل لضيوف الرحمن في الأيام المباركة وهي مسار رحلتهم الميمونة التي شدوا الرحال لأجلها والتي ينبغي تعاون الجميع في الحفاظ على نظافتها وطهارتها وسلامة مظهرها.

فما أحرانا أن نلتزم بكل ما يصدر من الأنظمة والتعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات كافة سواء الأمنية أو الخدمية، والتي تعمل من أجل راحة الحجيج، وتأمين كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم وتيسير رحلتهم المباركة في أمن وأمان وسلامة واطمئنان، خاصة إذا أدركنا بأن ذلك هو السبيل الأمثل لأداء حج آمن ومطمئن.

فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا أهلا لهذه المسؤولية وهذا الشرف، وأن يرزقنا الأدب في بيته الحرام وأن يتقبل من الحجاج حجهم وعبادتهم وأن يعيدهم إلى بلدانهم سالمين غانمين مقبولين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق