عربي ودولي
10

تسنيم الريدي
في خضم ما يشهده الشرق الأوسط ودول العالم النامي من أزمات متلاحقة، وفي عالم تتزايد فيه الأزمات الإنسانية وتتفاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفاً تحت تأثير الفقر واليُتم والكوارث والحروب، تبرز الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيس "لايف للإغاثة والتنمية" Life For Relief and Development هذا الشهر كمحطة إنسانية تحمل في طياتها قصصاً لصناعة الحياة وصيانة كرامة المتعففين.
فمنذ انطلاقتها، كرّست المؤسسة جهودها للوصول إلى المحتاجين الأكثر استحقاقية، ليشمل ملايين المستفيدين عبر برامج إغاثية وتنموية متكاملة، حيث استجابت للاحتياجات الطارئة فيما يزيد عن 61 دولة حول العالم، وأسهمت في بناء مستقبل أكثر أماناً واستقراراً، وخففت من وطأة المعاناة، وقدّمت حلولًا طويلة الأمد للتنمية المستدامة.
برامج مستدامة ومشروعات موسمية شاملة حول العالم
وفي تصريح خاص، أوضحت فيكي رووب، مدير البرامج الوطنية والدولية بالمؤسسة أن لايف للإغاثة والتنمية تمكنت خلال مسيرتها من ترسيخ مكانتها كمؤسسة إنسانية ذات حضور دولي، حاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن المؤسسة تعتمد نهج الجاهزية والاستجابة السريعة لمواجهة الكوارث والطوارئ الإنسانية حول العالم، إلى جانب التوسع المستمر في نطاق عملها، حيث نفذت برامجها ومبادراتها في عبر شبكة تضم 14 مكتبًا دوليًا. وأضافت أن حجم المساعدات التي قدمتها المؤسسة تجاوز 624 مليون دولار، خُصصت لمشروعات إنسانية متعددة شملت الأمن الغذائي، والمياه، والمأوى المؤقت، والرعاية الصحية، والتعليم، وتنمية المجتمع، ودعم الأسر واللاجئين، فضلًا عن الاستجابات الطارئة في مناطق النزاعات والكوارث الطبيعية والبيئية.
ومع أكثر من 13,100 يتيم تحت رعايتها، تقدم "لايف" الدعم الأساسي للأطفال من خلال برنامج رعاية الأيتام وحصولهم على الطعام والمأوى والتعليم، إلى جانب حفل الأيتام العالمي للمرح والألعاب والهدايا لمنحهم الاهتمام والتقدير.
صلة إنسانية تنقل عطاء المتبرع إلى من يستحقه بكرامة
ويؤكد د.عبد الوهاب علاونة مدير المكتب الإقليمي في الشرق الأوسط: " لقد كانت لايف شريان حياة للكثيرين، حيث ترك كل مشروع إغاثي أثراُ بقصة إنسانية، وخلف كل قصة متبرع يختار الرحمة والدعم لإنسان أو طفل يعاني!
كما حصدت لايف المركز الثالث كأفضل مؤسسة إنسانية، والمركز الخامس لأفضل مؤسسة تعمل على دعم النازحين في فلسطين، ونفسه لأفضل مؤسسة عملت على مكافحة الفقر حول العالم، هذا وفقاً لتقييمات هيئة التحكيم Charity Navigator، حيث أهلها هذا أيضاً للحصول على تصنيف 100%، وأوصت بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، وانتخبتها منظمة Impactful Ninja كواحدة من أفضل المنظمات الإنسانية في الولايات المتحدة، ونالت جائزة دبي الإنسانية لأفضل شراكة عن مشروع مخيمات الإيواء في قطاع غزة.
وقد تأسست لايف في ولاية ميتشيجن بالولايات المتحدة الأميركية، وتتمتع بمركز استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وتتميز بالتأهب الدائم لمواجهة الكوارث والطوارئ العالمية.

أثر عالمي ... ورسالة مشتركة
عملت "لايف" على دعم الأسر المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية، شملت المتأثرين بالزلازل في أفغانستان والمغرب ونيبال وسوريا وتايوان وميانمار وغيرها من البلدان، إلى جانب النازحين واللاجئين بسبب النزاعات كما في غزة والسودان وسوريا ولبنان وبورما وباكستان واليمن والعراق وأوكرانيا والكونغو، وكذلك المتضررين من الحرائق والأعاصير كما في إندونيسيا وأميركا وبنغلاديش، والفيضانات في نيجيريا ونيبال أفغانستان وليبيا ومالاوي ومناطق أخرى.
وفي إطار تعزيز الخدمات الأساسية، بلغت قيمة المشاريع الطبية التي نفذتها "لايف" منذ انطلاقها نحو 231 مليون دولار في عدة دول على رأسها فلسطين (غزة والضفة الغربية)، سوريا، ولبنان ومالي وسيراليون والسودان وساحل العاج وهايتي و26 دولة أخرى.

كما تعمل على دعم التعليم وعودة الطلاب لصفوفهم الدراسية في 45 دولة حول العالم على مدار 34 عام، قامت خلالها بدعم مستمر لما يزيد عن 292 ألف طالب، وبناء وإعادة تأهيل المدارس، ودعم طلبة الجامعات بالكتب والمنح الجامعية وغيرها بنفقات بلغت حوالي 195 مليون دولار.
وفي سياق اهتمامها المستمر بالفئات الأكثر ضعفًا، وخصوصًا الأطفال، أولت المؤسسة برامج رعاية الأيتام أولوية متقدمة بعد الإغاثة والطوارئ، حيث رُصد لها ما يزيد على 3.8 ملايين دولار لضمان استمرار تعليمهم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في 23 حول العالم.
وخلال العام الماضي فقط نفذت مشاريع موسمية بقيمة تقارب 1.7 مليون دولار، شملت توزيع نحو 11 مليون وجبة إفطار صائم خلال شهر رمضان في 36 دولة، وتنفيذ مشاريع الأضاحي التي استفاد منها أكثر من 272 ألف شخص في 38 دولة حول العالم. وإلى جانب ذلك، أنفقت المؤسسة ما يقارب 1.4 مليون دولار على المساعدات الغذائية الطارئة، فضلًا عن حفر 122 بئرًا لتوفير مصادر مياه آمنة خلال العام في دول مثل تنزانيا والنيجر والصومال، وأفغانستان، وكينيا وغيرها.
خيام متينة الصنع لحماية أرواح النازحين
ويضيف د.عبد الوهاب علاونة مدير المكتب الأقليمي في الشرق الاوسط: " عملت المؤسسة على مشروع " مخيمات لايف النظامية"، والذي تكون من 9 مخيمات تم بنائها في شمال ووسط وجنوب القطاع، وقد أٌسست فيها خيام قوية وفقاً للمعايير المطلوبة، وبها وفرت الإيواء لـ 44,000 ، والتي كانت سهلة الفك والتركيب لتناسب النزوح المتكرر، ومضادة للنار حيث حافظت على أرواح المدنيين، وقد تضمنت كل خيمة مستلزماتها من الفرش والأغطية وغيرها، بالإضافة لصيدلية طبية في كل مخيم، و23 دورة مياه، والواح طاقة شمسية تخدم أكثر من 7,000 فرد، إلى جانب توفير عازل لخيام النازحين ليحميهم من ماء المطر شتاءً وحرارة الشمس صيفاً.
إلى جانب تأسيس أكاديمية "لايف" التعليمية التي ضمت 2,633 طالب ومشاريع الدعم النفسي للأطفال في الخيام التعليمية التي استفاد منها 900 طالب وطالبة.
وتم توفير 47.100 من الأغطية والبطاطين، والملابس الشتوية الثقيلة فرد معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وطرود مستلزمات الأطفال من الحليب والحفاظات ومواد النظافة الشخصية، والطعام المدعم بالفيتامينات لـ 10,820، وتعمل لايف الآن على رعاية 3.600 يتيم في غزة. كما تعاونت "لايف" مع بعض المؤسسات الشريكة لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية واحتياجات المستشفيات من الأسِرة والكراسي المتحركة والعكاكيز ومستلزمات العمليات الجراحية، من خلال إدخال 15 قافلة لتغطي احتياج 3 مستشفيات رئيسية في القطاع.
قصص الدعم ... سعادة قلب متألم
وقد ساهمت مشروعات لايف حول العالم في دعم المتعففين حيث تقول سيمون بهار 77 عاماً من بنجلاديش أن عملية العيون التي أشرفت عليها "لايف" لم تعيد إليها نظرها فقط، بل منحها الحياة بأكملها!
ويتفق معها باسل الفياض عاماً من سوريا: "انتقلت من خيمة إلى بيت يأويني من الموت برداً أنا وعائلتي، كما أُعيدت لي الحياة بعد علاجي من السرطان".
وللأطفال روحاً أخرى لهياتيم من سيراليون 11 عاماً سعيدة بالمياه النقية التي وفرتها لايف قائلة: " أصبح لدي وقت للذهاب إلى المدرسة، بدلاً من قضاء الوقت لأقطع مسافات طويلة للحصول على مياه للشرب من خارج البلدة".
وهيفاء 7 سنوات من اليمن كادت تطير فرحاً بأدواتها الدراسية وملابسها الجديدة قائلة: " الفقر لن يمنعني بعد الآن من أن أصبح عالمة طب ناجحة".
أما محمود 13 عاماً فقد نجى من الحرب في السودان ووفرت له لايف مأوى ولم يكن حلمه سوى النوم آمناً وشبعاناً في حضن والدته".
لمزيد من التفاصيل:
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية


















0 تعليق