نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من لاعب محترف إلى مشجع محترف!, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 01:00 صباحاً
على المستوى الكروي، يقال إن هذه الأيام هي أيام النهائيات، يعني النهايات السعيدة والنهايات الحزينة لبعض الفرق والمشجعين. ويوصَف اللاعبون بأنهم لاعبون محترفون عندما يكون لديهم عقلية كروية محترفة تمكنهم من الانتقال من فريق إلى فريق آخر يدفع أكثر مقابل موهبتهم، حتى تكون هذه المبالغ حافزا لهم لبذل المزيد، لدرجة أن اللاعب ينتقل من هذا النادي إلى منافسه تماما ويكرر الفرحة والحماس نفساهما في الأهداف في الفريق الجديد كما في الفريق القديم، لا فرق بينهما، فولاؤه لناديه الجديد.
وأتساءل: إن كان لدينا لاعب محترف يملك هذه العقلية، فلماذا لا يكون لدينا مشجع محترف أيضا يملك هذه العقلية نفسها؟ فلماذا يحصر نفسه في نادٍ واحد قد يفوز اليوم ولا يفوز في بطولة أخرى إلا بعدها بعشر سنوات؟ بل إن بعضهم لم يفز بأي بطولة، وأي فرح وسعادة في تشجيع فريق لم يفز بأي بطولة، تحت فكرة الولاء والعشق مع الخسائر المتتالية؟
فمثلا، لو كنت تشجع مانشستر سيتي منذ عام 2021، فأنت ستكون سعيدا لمدة أربع سنوات متتالية بفضل اللاعبين والمدرب غوارديولا. أما هذا العام، فيمكنك الانتقال بكل سلاسة وهدوء بحثا عن الفرح نحو ليفربول الذي سيتوج قريبا بالبطولة. وما فائدة تشجيعك لفريق برشلونة وهو لم يحصل على دوري الأبطال منذ عشر سنوات؟ بينما يمكنك أن تشجع الإنتر خلال هذا الشهر لتفوز بالأفراح والليالي الملاح، وضع مساحة صغيرة لباريس سان جرمان لأنه ممكن أن يذهب باللقب فتكون باريسي الهوى لو يوم واحد فقط!
شخصيا، قررت أن أجرب هذه الفكرة، وشجعت الأهلي عندما حصل على بطولة آسيا، وها أنا أغير ميولي نحو الاتحاد إذا ما زاد من جهوده ونال بطولة روشن، وإلا فإني للهلال أقرب. بينما أمنح الفرصة للاتحاد والقادسية لأشجع البطل منهما بنسبة خمسين في المئة لكل واحد وهو من يأخذ بطولة كأس الملك الغالي. أما النصر، فأتوقع أن يحقق بطولة الموسم القادم، فسأسجل نفسي مشجعا مؤجلا للنصر، في انتظار الدون يرفع الكأس في الموسم القادم.
لا تنتهي الحكاية عند هذه القصة، فلو نجحت الحكاية، فربما يتم استقطابي واستقطابك كمشجع محترف، فالمشجع المحترف يعني أن تأتي وتأخذ تذكرتك مجانا مع الفرح، وبدلا من أن يمضي يومك حسرة، يكون يومك فرحا، وإلا فاذهب إلى حيث يوجد الفرح. بل إن التعاقد يكون على النظام الآتي:
- راتب شهري مقابل الهتاف الحماسي.
- مكافآت عند الفوز (صرخات أكثر تنظيما، أغاني حماسية جديدة).
- غرامات عند التأخر في التشجيع أو الخروج المبكر من المدرجات، لأن فريقك مهزوم ثلاثة أهداف.
- تأمين صحي وبدل ضوضاء يعوِّضك عن بحة الصوت وضياع الحنجرة.
- خدمة صف السيارات مجانية بدلا من جنون البحث عن موقف.
والمؤكد أني لما أكون مشجعا، قد أكون مشجع نجم دائم الظهور على الشاشات، فأنا أنتقل وينتقل معي العشرات والمئات، وهذا يعني قوة تأثيري، وأصبح المشجع النجم المؤثر في الفريق، كما أن اللاعب النجم مؤثر في الفريق. وربما نحتاج إلى مشجع بديل في حال إصابة الحنجرة، ومؤكد ثمة مشجع احتياطي بلا نقالة لنقل المصابين!
أما عن تصريحاتي كمشجع محترف: كان موسمي التشجيعي الماضي مع برشلونة جيدا، لكنني أبحث الآن عن تجربة جديدة، ربما مع الريال. أراكم في البرنابيو. «أو أعاني من شد عضلي في الحبال الصوتية، وسأغيب عن مباراة الديربي».
أخيرا: أظن من الوعي الكروي والتشجيعي إما أن تتنقل من نادٍ إلى نادٍ، أو تشجع ناديك المفضل من أجل اللعب الجميل دون أن يرتفع الضغط أو السكر، فغيرك يلعب ويكسب وأنت تشجع وتمرض.
0 تعليق