يُعرف الزنجبيل العطري أو «الكنكور» بأنه نبات معمر ينتمي إلى الفصيلة الزنجبيلية، حيث يتميز بأوراقه العريضة التي تنبثق مباشرة من سطح التربة، وتكوّن غطاءً أخضر متدرج الألوان بين الفاتح والداكن، وتحت هذا الغطاء تنمو جذور صغيرة مستديرة الشكل، قصيرة وممتلئة بقشرة بنية خشنة، تخفي قلباً أبيض ليفياً غنياً بالعصارة، يُطلق عند غليه أو تقطيعه رائحة قوية تحمل مزيجاً من النغمات الزهرية والعطرية مع لمسة فلفلية حادة.
وارتبط الزنجبيل العطري منذ قرون بالمطبخ الآسيوي، حيث يُستخدم كتوابل تضيف نكهة مميزة لأطباق الحساء والكاري والمخللات، كما يدخل في مشروبات عشبية تقليدية مثل الجامو في إندونيسيا، ولم يتوقف دوره عند الطهي، بل احتل مكانة مهمة في الطب الشعبي، إذ يُستعان به للتخفيف من نزلات البرد والإنفلونزا، وتهدئة اضطرابات المعدة والانتفاخ، وتسكين آلام المفاصل والروماتيزم، فضلاً عن فعاليته في علاج التهابات الحلق والسعال. وتُعزى هذه الخصائص إلى غناه بالزيوت الطيّارة التي تمنحه قوة النكهة وقدرة على مقاومة البكتيريا والفطريات.
في فترة النفاس بعد الولادة، يُنصح الأطباء وممارسو الطب الشعبي الأمهات بتناول شاي الزنجبيل العطري، لما يوفره من طاقة ويساعد على الاسترخاء وتحسين الهضم وتنشيط الدورة الدموية، ما يسهّل عملية التعافي واستعادة الحيوية.
ورغم انتمائه إلى العائلة نفسها التي تضم الزنجبيل والكركم والخولنجان، إلا أن الفروق بين هذه النباتات واضحة، فالزنجبيل العادي يتميز بمذاق حاد مع لمسة ليمونية، والكركم بطابعه الترابي ولونه الأصفر، أما الخولنجان فطعمه أكثر لذعاً ويمنح المطبخ التايلاندي والإندونيسي نكهته الخاصة، في المقابل، يبقى الزنجبيل العطري الأصغر حجماً والأكثر عطرية وحدة، ما يمنحه مكانة متفردة بين أقاربه.
تمييز عن الخولنجان الكبير
يخلط البعض بين الزنجبيل العطري والخولنجان الكبير، لكنهما مختلفان، فالأول قصير القامة بأوراق عريضة وجذور صغيرة عالية العطرية، بينما الثاني أطول ويصل إلى مترين تقريباً، بأوراق طويلة تنمو على سيقان بارزة وجذور أكبر حجماً وأقرب إلى الزنجبيل التقليدي، ويُستخدم بكثرة في أطباق الكاري والشوربات.
انتشار واسع في آسيا
لا يزال الكنكور يُزرع بكثرة في دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا وتايلاند والهند، حيث يحافظ على مكانته كأحد الأعشاب التي تجمع بين النكهة المميزة والفوائد الصحية المتوارثة جيلاً بعد جيل.
0 تعليق