تضع رأس الخيمة هدفاً استراتيجياً طموحاً لقطاعها السياحي المُزدهر والحافل بالنجاحات، يتمثل في استقطاب 3.5 مليون سائح وزائر، سنوياً، بحلول العام 2030، وهو ما تخطو الإمارة صوبه بخُطى واثقة ومشاريع واعدة ومُكتسبات مُتراكمة، سنوياً وموسمياً، الأمر، الذي يظهر في لُغة الأرقام التي تكشفها إحصائيات القطاع، والتي تُؤكد استقطاب أعداد كبيرة ومُتصاعدة، وبصورةٍ مُطردة، من سُياح العالم. تقود هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة هذه الاستراتيجية الطموحة الرامية إلى بناء قطاع سياحي مُتميز ومُستدام، اجتماعياً وبيئياً واقتصادياً، ليُسهم في ترسيخ جودة الحياة وتعزيز الرفاه المُوجه إلى للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة.
وقع الاختيار على رأس الخيمة لتحمل لقب «عاصمة السياحة الخليجية» عامين مُتتاليين، 2020 و2021، خلال اجتماع وزراء السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، مع الإشادة بها في ظل هويتها الخاصة والمُتميزة، كوجهة سياحية مُستدامة.
وجاء منح اللقب في ظل ما تحظى به الإمارة من تنوع في منطقة الخليج العربي، وما تُقدمه من تجارب ومعالم سياحية عالمية المستوى، وهو ما مكنها من تعزيز موقعها على خريطة السياحة العالمية، باعتبارها إحدى أسرع الوجهات نُمواً في المنطقة.
وحققت رأس الخيمة، خلال العام الماضي (2024)، نجاحاً باهراً في القطاع السياحي المُتنامي فيها، حيث استقطبت 1.28 مليون زائر، ما ترافق مع نمو بنسبة 12% في عائدات السياحة، وهو ما عكس زيادةً ملحوظة، بنسبة تبلغ 15%، في عدد زوار المعارض والمؤتمرات، التي تحتضنها الإمارة.
تجارب فريدة
إجمالاً، شهد هذا القطاع نُمواً ملموساً، خلال الأعوام الماضية، حيث بلغ العدد الإجمالي لمنشآت الضيافة، التي تتوزع بين أرجاء الإمارة، 56 منشأة فندقية، بينها 12 من فئة 5 نجوم، حيث تُقدم لنزلائها تجارب إقامة فريدة من نوعها، على شواطئها المطلة على مياه الخليج العربي. وتقدم أيضاً خيارات مُتنوعة وثرية، تتناسب مع مُختلف الميزانيات. ووفقاً لآخر إحصاء في هذا الاتجاه تتوفر في رأس الخيمة، حالياً، 7,770 غرفة فندقية.
وحققت الإمارة إنجازاً كبيراً خلال النصف الأول من 2025، حيث استقبلت أكثر من 654,000 زائر، وهو أعلى عدد من الزُوّار يُسجَّل خلال 6 أشهر، بنسبة نمو سنوي قدرها 6%، وزيادة بنسبة 9%، على أساس سنوي، في إيرادات السياحة، مع نُمو ملحوظ في إيرادات سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات، والمعارض، وحفلات الزفاف، بنسبة 36%، مُترافقاً مع أداء استثنائي في الأسواق الرئيسية، مثل بلدان رابطة الدول المستقلة، والمملكة المتحدة، والهند، والصين، وأوروبا الوسطى، والشرقية، ونُمو استثنائي أيضاً في أعداد الزوار القادمين من أسواق شهدت تعزيزاً للربط الجوي المباشر مع مطار رأس الخيمة، ومنها رومانيا (+65%)، بولندا (+56%)، أوزبكستان (+47%)، وبيلاروسيا (+30%).
الناتج المحلي
تعمل رأس الخيمة على رفع مُساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، من 5% إلى الثلث بحلول العام 2035، ومُضاعفة عدد غرف الفنادق والمنتجعات، خلال الأعوام المقبلة، وتشييد أكثر من 20 مُنتجعاً وفُندقاً جديداً، لعلامات تجارية عالمية، من المتوقع أن توفر أكثر من 7,000 غرفة.
وتقديراً لنجاحها في توفير بيئة سياحية آمنة للزوار والسياح، أصبحت أول مدينة على مستوى العالم تحظى باعتماد الأمان من «بيرو فيريتاس»، وأول إمارة تتلقى ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة.
فيما يقف جبل جيس، أعلى قمة في دولة الإمارات، بارتفاع 1934 متراً عن سطح البحر، شامخاً كواحد من أهم المعالم الطبيعية في الدولة والمنطقة، وأيقونة سياحية استثنائية.
ويُعد «جيس فلايت»، الذي أُطلق عام 2018، أطول مسار انزلاقي في العالم، يمتد 2.83 كيلومتر، وتصل سرعته إلى 160 كيلومتراً في الساعة، ويقع بالقرب من قمة الجبل شاهق الارتفاع. ويُعد مع جبل جيس، من أبرز المعالم الطبيعية والسياحية في رأس الخيمة. والدولة إجمالاً.
كما يعد المسار بداية مرحلة جديدة للتوسّع في «سياحة المغامرات» ضمن القمة الجبلية التي تحتضن مجموعةً مُتنوّعة من المعالم والمرافق والخدمات السياحية، من بينها «جولة جيس المعلقة» التي تقدم لعُشاق المغامرات فُرصة التحليق فوق المنحدرات والأودية، ومطعم «1484 من بورو»، أعلى مطعم في الدولة.
أحضان الطبيعة
من أبرز المعالم والمرافق السياحية في جبل جيس تحديداً، ورأس الخيمة عامةً، «مخيم بير جريلز للمستكشفين»، الأول من نوعه في العالم، والذي يوفر للزوار والضيوف، من مختلف الأعمار، فرصة تعلّم واكتساب مهارات العيش في أحضان الطبيعة البكر، مع الاستمتاع بالأجواء الخالصة والهواء النقي.
ويشهد جبل جيس، خلال المرحلة المقبلة، إضافة معالم جديدة، من بينها «سيج - مجموعة مانتيس»، وهي أكواخ إقامة جبلية فاخرة، ومطعم مُبتكر يُقدّم أطباقاً مشوية على الفحم، بالتعاون مع مجموعة «ريكاس» للضيافة، إلى جانب تجربة الطيران الشراعي المميزة، تحت مُسمى «أجنحة جيس».
أصالة ومُعاصرة
تُوفر قرية الحمرا، التي تمتد على مساحة 77 مليون متر مربع، أجواءً فريدة من نوعها، تمتزج فيها الأصالة التراثية بالتصاميم المعمارية العصرية، وسط بيئة مُجتمعية تتمتع بأعلى معايير الأمن والسلامة.
وتضم القرية أكثر من 4000 «فيلا» وشقة، ويقطن فيها حوالي 10 آلاف شخص، وتحتضن مُجمعاً سكنياً مُسوّراً يحيط بشواطئ خلابة، تمتد على طول 1.5 كيلومتر، بجانب ملعب خاص لرياضة الجولف، يتألف من 18 حفرة، مُصمم خصيصاً لاحتضان البطولات المُتخصصة.
الواجهة البحرية
أما «ميناء» فهو أيقونة حضارية في قلب الطبيعة، وهو أحد المشاريع المُتميزة على الواجهة البحرية للإمارة، يتألف من مجموعة من الفلل والشقق السكنية، المطلة على مياه الخليج العربي، المتلألئة بسحرٍ لا ينضب، والتي تمتد على مساحة مليوني متر مربع، من الأراضي الرطبة الساحلية المحمية، وهو مشروع عقاري سياحي مُتكامل، من تطوير شركة رأس الخيمة العقارية.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 4 ملايين متر مربع، ويضم أكثر من 7000 شجرة تستقبل الطيور المهاجرة، الأمر، الذي يُعزز شعور السكان بالعيش في «قلب الطبيعة».
مشروع ضخم ومَعْلَم جديد
يشكّل مشروع المنتجع الفاخر «وين جزيرة المرجان» في رأس الخيمة، الذي يتواصل العمل على تشييده، منتجعاً شاطئياً مُتكاملاً، تُطوره شركة «وين ريزورتس» العالمية، وتتعاون في تطويره شركتا «مرجان» و«راك للضيافة القابضة»، ويقع على جزيرة خلابة، تمتد على مساحة 62 هكتاراً، مع إطلالة ساحرة على الخليج العربي.
بدأت عمليات البناء مطلع عام 2023، ومن المُتوقع أن يبلغ ارتفاع البرج الوسطي 70 طابقاً، ويتميز المشروع الضخم بالزجاج ذي اللون النحاسي. ومن المتوقع أن يبلغ ارتفاع المبنى عند اكتمال الأعمال الإنشائية أكثر من 300 متر.
ومن المُقرر أن يفتح المنتجع أبوابه مطلع عام 2027، ويضم أكثر من 1500 غرفة وجناح، ومساحة واسعة خاصة بالسباحة بجوار الشاطئ بها العديد من حمامات السباحة، وميزات مائية، وأكواخ «كابانا» خاصة، ومشاهد طبيعية استوائية، تبلغ مساحتها 3.6 هكتار.
كما يضم المشروع 22 مطعماً وبهواً ونادياً، ويُطل العديد منها على حمامات السباحة والشاطئ، ويحتوي المنتجع على مساحة مسرحية خاصة، لاستقطاب واحتضان مجموعة من العروض المُتنوعة.
وصممت «وين للتصميم والتطوير» المنتجع والبرج الرئيسي من وحي الدور التاريخي لرأس الخيمة، كمرصاد ملاحي، ليصبح مَعْلَماً جديداً ومنارةً للمسافرين، القادمين من حول العالم.
ويضم المنتجع مساحةً مُخصصةً للتسوق تمتد على مساحة 15000 متر مربع، تشغلها أشهر المتاجر الفاخرة في العالم، ونادياً صحياً 5 نجوم، ومركزاً لعقد الاجتماعات والمؤتمرات والحفلات الخاصة، تبلغ مساحته 7500 متر مربع، ومساحات و«تراسات» واسعة في الطرف الخارجي.
جزيرة المُرجان
أيقونة سياحية أخرى طورتها شركة «مرجان»، ومن الوجهات التي توفر تجارب فريدة من نوعها، ضمن شواطئها، التي تمتد على مسافة 7.8 كيلومتر، وواجهتها البحرية، الممتدة 23 كيلومتراً. وتحتضن الجزيرة 3000 غرفة فندقية، وتضم فندق «هامبتون من هيلتون جزيرة المرجان»، و«منتجع موفنبيك جزيرة المرجان»، و«ريكسوس باب البحر»، و«منتجع دبل تري من هيلتون جزيرة المرجان»، و«منتجع بولمان جزيرة المرجان»، بالإضافة إلى عدد من المنتجعات الجديدة، قيد التنفيذ، مثل منتجع «وين»، و«العنوان رزيدنسز»، و«نوب»، و«أوشوايا أن إكسبيكتد».
وتُخطط «المرجان» في الأعوام القادمة إلى توفير 8,000 غرفة فندقية، و12,000 وحدة سكنية، و600 فيلا مُخصصة لقضاء العطلات.


















0 تعليق