المنامة في 17 ديسمبر/ بنا / تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، هذا اليوم فشمل برعايته الكريمة مراسم يوم الشهيد التي أقيمت في قصر الصخير، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
ولدى وصول الموكب السامي لحضرة صاحب الجلالة أيده الله ورعاه، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، كان في الاستقبال صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، والفريق أول الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني، ومعالي الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية. كما حضر المراسم عدد من كبار المسؤولين والضباط وأسر الشهداء.
بعد ذلك توجه جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه إلى المنصة الرئيسية، حيث عزف السلام الملكي.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، أطلقت المدفعية طلقة واحدة، ثم وقف الجميع دقيقة صمت، بعدها أطلقت المدفعية طلقة واحدة للإعلان عن نهاية الصمت، بعد ذلك عزفت الفرقة الموسيقية لحن تحية الشهيد، ثم أدى العسكريون التحية، وبعدها مر عدد من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الملكي البحريني تعبيرًا عن الوفاء لشهداء الواجب.
عقب ذلك ألقى فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان، رئيس الدائرة الشرعية بمحكمة التمييز خطيب جامع أحمد الفاتح الإسلامي، خطبة ودعاء الشهيد، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله تبارك وتعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)
صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ. وبمناسبة يوم الشهيد، يوم الوفاء لمن بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الدين والوطن والكرامة، نرفع أكفَّ الضراعة إلى الله العلي القدير، سائلين لشهدائنا الأبرار في مملكتنا الغالية البحرين، وفي كل مكان، الرحمةَ والمغفرةَ والرِّضوان.
ونقول: اللهم عز جارك، وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك، اللهم تقبل شهداءنا الأبرار، واجعلهم في أعالي الجنان، اللهم آنس وحشتهم، وارحم غربتهم، ونور قبورهم، وثبت أجورهم، وارفع درجاتهم، واجمعهم بآبائهم وأمهاتهم وأهليهم وأولادهم في جنات النعيم، يا سميع الدعاء.
اللهم اجعل شهادتهم ودماءهم الزكية شافعة لهم، وارفعهم بها في درجات الجنان، واجمعنا بهم في مقام الرحمة والرضوان.
اللهم احفظ مملكتنا البحرين حفظًا يصونها، ووقاية تحوطها، ورعاية تغشاها، واجعلها دار أمن وإيمان، وسلم وإسلام، ورخاء واطمئنان، يا رب العالمين.
اللهم أدم عليها وحدتها، وألف بين قلوب أهلها، وبارك في خيراتها وأرزاقها، وأسبغ عليها من فضلك، وزدها نماء وازدهارًا، وارفع شأنها ومقامها بين الأمم.
اللهم وفق ولي أمرنا جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى لما تحب وترضى، وألهمه الرشد والسداد، واهده سبل الحق والرشاد. اللهم اجعله نصيرًا للحق، حاملاً لرسالة العدل، راعيًا لحقوق العباد، محققًا للنماء والبنيان والعمران. اللهم ألف به الشمل، واجمع به الكلمة، وارفع به الراية، وادفع به البلية، وانشر به الخير والبركة، وأمد في عمره، وأدم عليه الصحة والعافية. اللهم وفق أولاده وذريته، واجعلهم قرة عين له، وعزًا للبلاد، وظلاً وسندًا في كل موقف وموطن وميعاد.
اللهم أنعم على أهل البحرين بسعادة الدين والدنيا، وافتح لهم أبواب الأرزاق، وبارك لهم فيما أعطيت، واكفهم شر كل سوء وفتنة، إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نستودعك وطننا وخليجنا وجيشنا ورجال أمننا وجنودنا البواسل، اللهم تولَّهم بعنايتك التي لا تزول، واحفظهم في البر والبحر والجو، وانصرهم على كل باغٍ ومعتدٍ، وثبّت أقدامهم، واملأ قلوبهم سكينةً وإيمانًا، واحفظهم في كل موطنٍ ومكان.
ربنا تقبل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم قرأ الجميع الفاتحة على أرواح شهداء الوطن.
بعد ذلك تقدم قائد الحرس إلى بداية الطابور، حيث أدى التحية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله.
بعدها تقدم رئيس المراسم الملكية باستئذان جلالة الملك المعظم ليتفضل جلالته بسقي النخلة التي ترمز إلى الحياة الدائمة.
واختتم يوم الشهيد بعزف السلام الملكي.
وبهذه المناسبة المجيدة تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة أيده الله ورعاه بالتصريح السامي قال فيه:
يطيب لنا في هذا اليوم الوطني المجيد أن نحتفي معًا بذكرى يوم الشهيد، في مناسبة جليلة تبجيلاً وتكريمًا لجميع شهدائنا الأبرار الشجعان من رجال البحرين المخلصين، منذ قيام الدولة في عهد المؤسس الأول إلى يومنا هذا، الذين جادوا بأرواحهم الزكية الطاهرة في سبيل وطنهم، في ساحة الشرف وميدان البطولة والفداء، خلال أداء واجبهم السامي المشرف، لتظل راية الوطن خفاقة شامخة، مُجسدين بذلك أسمى قيم الشجاعة، فأصبحوا فخرًا للبحرين ونبراسًا تهتدي به أجيالنا المقبلة في حب الوطن بأسمى معانيه.
إن يوم السابع عشر من شهر ديسمبر من كل عام، سيظل مناسبةً مضيئة في المسيرة الوطنية لمملكة البحرين، ملؤها الاعتزاز والفخر بأبناء البحرين البواسل، الذين استشهدوا داخل الوطن وخارجه نصرةً للحق وإرساءً للعدل، ودفاعًا عن أمن وسيادة أوطاننا، ومد يد العون والإغاثة الإنسانية للأشقاء، فسطروا أروع معاني البطولة والولاء، سيرًا على نهج الآباء والأجداد الكرام، الذين على مآثرهم تم تشييد المسيرة الحضارية الظافرة للمملكة.
وقال جلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة أيده الله: كما يطيب لنا في هذه المناسبة أن نوجه التحية والتقدير إلى القوات المسلحة الباسلة، والمؤسسات الأمنية على النهوض برسالتهم السامية النبيلة، صفًا واحدًا للذود عن الوطن وكرامة أهله بكل شجاعة وبسالة.
وأضاف جلالته حفظه الله ورعاه، إن كل شهيد من أبطالنا البواسل أصبح فخرًا لأهله وإخوانه في السلاح، حيث سطروا تاريخًا مجيدًا من البطولات خلدت أسماءهم وأسماء أسرهم في أنصع صفحات البطولة والمجد، كما أن أُسر الشهداء الكرام لا يقلون بطولة عن أبنائهم، فقد ضربوا أروع الأمثلة في حب الوطن، بثباتهم ووطنيتهم العالية، فتحية تقدير لكل أمٍ وأب استمد منهم الشهداء القيم الوطنية الرفيعة، ونؤكد أن رعايتهم ستظل نهجًا ثابتًا ومتواصلاً. كما نشيد بالمواقف النبيلة التي عبر عنها المواطنون الكرام من تماسك ومؤازرة مع ذوي الشهداء، فأكدوا أن كل شهيد من شهدائنا البواسل هو ابن لكل بيت بحريني في وطننا الواحد المترابط.
وأكد جلالته رعاه الله، أن ذكرى يوم الشهيد تأتي كل عام لتعيد التأكيد على أن الوطن الغالي يستحق منا البذل والعطاء بلا حدود، وأن تلبية ندائه في كل ميادين العمل الوطني واجب مقدس، وأن أكبر وفاء لشهدائنا الأبطال أن تكون ريادة المملكة وعزها ونهضتها الهدف الأسمى للجميع وبوصلة طريقنا في الحاضر والمستقبل.
رحم الله شهداءنا الأبرار، وإخوانهم من شهداء دولنا الشقيقة، وأسكنهم فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين، وجزى الله أهلهم وذويهم خير الجزاء، وأدام على وطننا البحرين العزيزة المنعة والخير والرقي.
ع.ر, M.B













0 تعليق