السعودية وتحالف القبضة الاستراتيجي الإقليمي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية وتحالف القبضة الاستراتيجي الإقليمي, اليوم الأحد 13 يوليو 2025 12:43 صباحاً

في عام 1996م ابتدأت مسيرة بنيامين نتنياهو كرئيس لحكومة إسرائيل بوصفه رئيسا لحزب الليكود، ومن حينه أخذت المنطقة تسير في سياق أشد تطرفا، واليوم في ولايته الثالثة لمجلس الوزراء يعيش نشوة انتصار كبيرة، جراء تحقيقه لجانب واسع مما خطط له وعمل على تنفيذه؛ وأقصد حالة الفوضى والدمار والإرهاب التي بات متزعما لها، في ظل شتات سياسي عربي وإسلامي ودولي غير مسبوق، وفي ظل دعم لا متناهٍ من الحكومة الأمريكية العاملة على صناعة شرق أوسط جديد يُفتت ما صنعه الاحتلال الغربي في أوائل القرن العشرين.

ذلك ما صَدح به الرئيس جورج بوش الأب في مطلع التسعينات من القرن الماضي بإعلانه تدشين ما أسماه بالنظام العالمي الجديد، والذي تم الكشف عن كنهه وهويته في ولاية ابنه جورج دبليو بوش بما يعرف باسم «الشرق الأوسط الجديد»، الذي يرتكز على تفتيت المُفتت، وهو ما حصل في السودان الذي انقسم إلى قسمين، وكما هو حاصل اليوم في العراق الذي فُصل إقليم كردستان عنه فعليا، وما يجري الحديث عنه حاليا في سوريا، وما يُراد له أن يتم في لبنان، والخشية أن ينسحب الأمر على مصر بإخراج شبه جزيرة سيناء من سلطتها، ناهيك عن إرادة تفريغ قطاع غزة من أهلها، وتهجير فلسطيني الضفة الغربية إلى الأردن وغيرها، والرابح من كل ذلك هي حكومة نتنياهو التي سيكون لها اليد الأقوى.

وواقع الحال فإذا كانت الإرادة الغربية قد أسست لما تُريده مطلع القرن العشرين، فإن الظرف اليوم مختلف كليا، حيث أصبح للعرب كيانات مستقلة وواعية، ولم يعد مقبولا أن يُخطط الغرب ويُنفذ ما يُريده وكأن المنطقة خالية من أهلها، وهو ما يستوجب بناء رؤية استراتيجية لمواجهة ما يُخطَّط له ويُراد تنفيذه.

إزاء ذلك، فتمثل المملكة العربية السعودية بما تملكه من بُعد سياسي واقتصادي وجغرافي وديني، الدولة الوحيدة القادرة على تأسيس (تحالف القبضة الاستراتيجي الإقليمي)، الذي يجمع أبرز القوى في المنطقة وهي: باكستان، وإيران، وتركيا، ومصر، والتي وإن اختلفت في عديد من ملفاتها البينية، لكنها متفقة على أهمية إحلال الأمن وتعزيز حالة الاستقرار في الإقليم، مما يُعزز من تحالفها الاستراتيجي، ويُشجع مختلف القوى والمنظمات الدولية المحايدة على دعمها، ناهيك عن بقية الدول العربية، وذلك بهدف مواجهة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو، والحد من ارتكابها للمجازر وأعمال الإبادة، وإشعالها للفتن والحروب، واستعادة جميع ما احتلته مؤخرا من أراض عربية في سوريا ولبنان؛ ناهيك عن تكريس حالة الضغط السياسي والاقتصادي على الولايات المتحدة والدول الغربية لوقف دعمهم اللامحدود للطغيان الإسرائيلي، ودفعهم لتبني المبادرة العربية للسلام القائمة على حل الدولتين، وهو السبيل الأكثر عدالة لإحلال السلام في المنطقة، ووقف حالة الاحتراب الدائم.

إنه الشرق الأوسط الجديد الذي تنبأ به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في منتدى الاستثمار العالمي عام 2018م، وهو الشرق الأوسط الأقوى والأهم في وتيرة السلام العالمي ليكون فاتحة قرن جديد تزدهر فيه الحياة، وليس كما يريد نتنياهو وفريقه الذين يسعون إلى هلاك كل شيء، وتدمير الكون برغبة طائشة، ونظرة دينية متطرفة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق