في أجواء غير اعتيادية للنهائيات الكروية، تحوّل ملعب «ميتلايف» في نيوجيرسي إلى مسرح لحالة تأهب أمني قصوى، قبيل انطلاق نهائي كأس العالم للأندية بين باريس سان جيرمان وتشيلسي، وذلك بسبب تأكيد حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويأتي هذا الاستنفار بعد عام تقريباً من محاولة اغتيال فاشلة استهدفت ترامب خلال حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، ما جعل السلطات الأمريكية تتعامل مع ظهوره العلني في الفعاليات الجماهيرية كملف أمن قومي بامتياز.
انتشار أمني واسع و«تفتيش بالكلاب»
شهدت الفرق المشاركة في البطولة طعم الإجراءات الجديدة، إذ خضعت بعثة بوروسيا دورتموند سابقاً لتفتيش كلاب بوليسية مدرّبة عند مغادرتها الفندق، وأثناء دخولها إلى الملاعب.
وقال مدرب الفريق الألماني: «الأمر كان صارماً، الكلاب كانت تفحصنا قبل الصعود إلى الحافلة وبعد وصولنا. هذا طبيعي، خاصة في بطولة بهذا الحجم وبوجود شخصيات بارزة».
خطة أمنية متعددة المستويات
وبحسب تقرير نشرته صحيفة The Athletic، فإن أجهزة الأمن الأمريكية وضعت خطة منسقة تشمل:
غرف آمنة داخل الملعب.
خطة إخلاء طارئة.
نقاط مراقبة خاصة لرصد أي تهديد محتمَل.
زجاج مقاوم للرصاص مخصص لموقع جلوس ترامب.
وقال مايكل إيفانوف، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية: الحدث ليس كارثة أمنية، لكنه يتطلب جهداً هائلاً.. فحتى شيء بسيط كفطيرة في الوجه أو سائل مزيف قد يُعتبر تهديداً في ظل هذه الظروف.
تحديات الجمهور المتنوع ومخاوف من مفاجآت
بخلاف حضوره السابق في مباريات كبرى داخل الولايات المتحدة، مثل منافسات الفنون القتالية أو كرة القدم الجامعية، فإن نهائي مونديال الأندية يجمع جمهوراً دولياً متنوعاً، ما يفرض على فرق الأمن الاستعداد لأوسع طيف من الاحتمالات السلوكية.
ترامب يسلم الكأس وسط أعلى درجات الحماية
من المقرر أن يشارك الرئيس ترامب في تتويج الفريق الفائز، إلى جانب رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو ما يزيد من مستوى الخطر ويدفع الأمن إلى رفع جهوزيته.
وقال نايجل توماس، وهو جندي سابق في القوات الخاصة البريطانية: عليك أن تفكر في كل شيء، حتى احتمال انهيار المنصة. لذلك يجب التنسيق مع الدفاع المدني، وإدارة الطوارئ، وأمن الملعب.
استعدادات لكأس العالم 2026 تبدأ من الآن
ويُعتر هذا النهائي بمنزلة «بروفة أمنية» لبطولة كأس العالم 2026، والتي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وسيشارك فيها مشجعون من أكثر من 46 دولة، ما يرفع التحدي الأمني إلى مستوى غير مسبوق.
وقال محللون أمنيون: الجماهير الكبيرة تعني حراكاً بطيئاً ومخارج محدودة وفرصاً أكبر للتخفي ولذلك، لابد من خطط طوارئ مشتركة بين جميع الوكالات الأمنية.
0 تعليق