يعرض المزارع راشد المرر، أحد المشاركين في الدورة الرابعة من مهرجان ومزاد الظفرة للتمور، نخبة من أصناف التمور المحلية الفاخرة، التي تعبّر عن مسيرة طويلة من الجهد والعطاء، بدأت قبل أكثر من عقدين، بلحظة تشجيع ملهمة من القيادة الرشيدة.
واستذكر المرر بدايات مشاركته في مسابقات التمور، مؤكداً أن لحظة تكريمه من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كانت الشرارة التي انطلقت منها مسيرته في الزراعة، ومنحته دافعاً كبيراً للاستمرار وتحقيق الإنجازات.
وقال راشد إن أولى مشاركاته كانت في إحدى المسابقات عام 2003، حيث حصل على المركز التاسع، ويؤكد أن لحظة التكريم كانت نقطة تحوّل في حياته، قائلاً: بعد انتهاء التكريم، كنا نستعد لالتقاط الصورة التذكارية، فاقترب مني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودقّ على كتفي وقال لي: (ولدي، أبغي أشوفك في مراكز أفضل). كانت كلمات بسيطة لكنها أشعلت فيَّ الحماس، ومن يومها بدأت الشرارة، وانطلقت فعلاً في مشواري الزراعي.
وبيّن أن تلك اللحظة كانت بداية مرحلة جديدة من الجهد والمثابرة، حيث واصل العمل على تطوير مزرعته حتى أصبحت من المزارع المتميزة في الدولة، محققاً المركز الأول في فئة النخبة – نوادر الأصناف النموذجية على مستوى الإمارات، لست سنوات متتالية، إلى جانب فوزه بعدد من الجوائز الأخرى.
وأشار إلى أن المشاريع الزراعية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للتراث على مدى السنوات الماضية شكّلت محطة أساسية في مسيرة المزارعين، إذ أسهمت في تطوير قطاع النخيل، ودعم الإنتاج المحلي. وأضاف أن استمرارية هذه المشاريع تمثّل قصة وفاء وعطاء متبادل بين الهيئة والمزارعين.
وأكد أن مشاركته الحالية في مهرجان الظفرة تأتي امتداداً لهذا المسار المتكامل من الدعم والتشجيع، الذي أسهم في ترسيخ مكانة المزارع الإماراتي كمحور رئيسي في المحافظة على الموروث الزراعي والهوية الوطنية.
إحتفاء بالموروث الإماراتي
يواصل مهرجان ومزاد الظفرة للتمور تعزيز دوره منصة تراثية ومعرفية متكاملة تتضمن مبادرات نوعية تدعم الإنتاج المحلي وتحتفي بالموروث الزراعي الإماراتي.
ورسخ المهرجان الذي اختتمت فعالياته أمس الأحد، مكانته الرائدة إحدى أبرز الفعاليات التراثية في الدولة والمنطقة عبر تشجيع المزارعين على تعزيز جودة منتجاتهم وتوفير قنوات تسويقية متكاملة، إلى جانب دعم الصناعات التحويلية المرتبطة بالتمور وتعزيز حضورها في الأسواق المحلية والعالمية.
واشتمل المهرجان على برنامج متكامل من الفعاليات والمسابقات والأنشطة المتنوعة، تتضمن 21 مسابقة مخصصة للتمور والعسل والطبخ والتغليف والرسم والتصوير، رصد لها 173 جائزة تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 5 ملايين و559 ألفاً و500 درهم، لتكريم الفائزين. (وام)


















0 تعليق